التوراة – الأسفار الخمسة
توراة موسى النبى عليه السلام

التوراة – الأسفار الخمسة

التوراة، وهي الجزء الأول من الكتاب اليهودي المقدّس المكتوب المعروف مسيحيًا باسم "العهد القديم"، وهي أقدس الكتب عند اليهود. وفقًا للعقيدة اليهودية، تُعتبر التوراة كلام الله وموجّهة لكافة أفراد الشعب اليهودي بعد نزول الوحي على النبي موسى في طور سيناء، في طريق بني إسرائيل من مصر إلى أرض كنعان. تشمل التوراة روايات وقصصًا عن نشأة الخليقة عامة والشعب اليهودي خاصة، ووصايا وعبادات وقوانين، وكذلك تفاصيل العهد بين الله وشعبه – بني إسرائيل. التوراة المكتوبة مصحوبة بموروث شفوي يطلق عليه بالكلية تعبير "التوراة الشفوية"، وتحتوي على تفسيرات ونقاشات فقهية وتوسيعات نقلت شفويًا ودوّنت لاحقًا، بداية في المشناه (القرن الثاني للميلاد) وثم في التلمود ويعتبران سوية أساس التوراة الشفوية وقلب العقيدة والوصايا والموروث اليهودي المقدّس ركيزة أنماط الحياة اليهودية. تعتبر دراسة الكتب اليهودية المقدّسة والتعرّف على محتواها فرضًا دينيًا أساسيًا في جميع الطوائف والتيارات اليهودية ولجميع الأعمار.

دوّنت التوراة باللغة العبرية وتنقسم إلى خمسة مصاحف مختلفة، ويسمّى كل واحد منها باسم خاموس (خوماش) وهي: التكوين، الخروج، الّلاويّين، العدد، التثنية.

هناك تقسيم آخر للتوراة يعتمد التقسيم إلى فصول أسبوعية، بحيث يشمل 54 فصلًا أسبوعيًا وهي 54 أسبوعًا سنويًا، وتقرأ في الكنيس على مدار العام، خلال أيام الأسبوع والسبت والأعياد.

يتناول سفر التكوين في بدايته مسألة التسلسل في خلق العالم، وتفرّع الأمم والأنساب، وقصص آباء الأمة اليهودية، وبداية تشكّل الشعب اليهودي والانتقال من أرض كنعان إلى مصر. ينتهي السفر بموت يوسف بن يعقوب.

ويسرد سفر الخروج قصة العبودية في مصر والخروج منها، ونزول التوراة على موسى في جبل سيناء، وبناء الهيكل المؤقت (أو المسكن – "همِشكان") الذي رافق بني إسرائيل خلال تيههم في صحراء سيناء.

ويركّز سفر الّلاويّين على القوانين والوصايا المتعلّقة بالقرابين والطهارة والقداسة، وكذلك على الأعياد والوصايا الاجتماعية.

ويتوقّف سفر العدد عند وصف ترحال بني إسرائيل في الصحراء بعد الخروج من مصر، وأحداث مركزية وقعت فيها، ويختتم بالتحضير لغزو أرض كنعان.

يحتوي سفر التثنية على خطابات الوداع لموسى، ويلخص القوانين والوصايا، ويصف مرة أخرى الأحداث المهمة التي مر بها شعب إسرائيل في الصحراء، وينتهي بوفاة موسى.

تكتب أسفار التوراة الخمسة التي تقرأ طقسيًا في الكنيس بالحبر على الرّق، ولا يسمح بالقراءة في الأسفار المطبوعة برغم احتفاظها بقدسيتها، بل تخصّص هذه الأسفار المطبوعة للدراسة واطلاع جميع فئات الشعب عليها.

أحد أهم أجزاء التوراة هو الوصايا العشر – وهي الأوامر والوصايا المنزّلة الملزمة لكافة شعب إسرائيل، وتعتبر من أهم أعمدة العقيدة اليهودية: الإيمان بإله واحد، والمحافظة على قدسية السبت واحكامه، واحترام الوالدين، وحظر القتل والسرقة، والزنا وغيرها.

وعلى الرغم من تشتّت اليهود على مدار التاريخ وانتشارهم في العديد من البلدان، إلّا أن نصوص التوراة بقيت موحّدة لآلاف السنين حتى يومنا، باستثناء بعض الاختلافات السطحية الطفيفة. ويشهد هذا على الأهمية الكبيرة التي يوليها اليهود في كل مكان لدقة ألفاظ التوراة، والمكانة السامية التي تحظى بها التوراة عند الشعب اليهودي وحفظها ونقلها بدقة من جيل إلى آخر.

تتجاوز أهمية التوراة بكثير نطاق العالم اليهودي، فقد أثرت بعمق على الثقافة الغربية وديانات أخرى، مثل المسيحية والإسلام، التي تعترف بها كنصّ مقدّس، نخصص هذه البوابة للتّعريف بها.