أعياد ومناسبات يهودية

أعياد ومناسبات يهودية

أعياد ومناسبات يهودية

تنقسم الأعياد والمناسبات اليهودية إلى ثلاثة أقسام. فمنها الأعياد الدينية التي فرضتها التوراة، وأخرى فرضها رجال الدين لاحقًا، وأخرى فرضتها دولة إسرائيل ورجال الدين والتي يصطلح عليها تعبير المناسبات والأعياد القومية.

الأعياد الدينية التوراتية

كما ويمكن تصنيف المناسبات والأعياد إلى عدة أنواع: فهناك أعياد بهجة، وأعياد أخرى للحداد والصوم والصلاة ومحاسبة النفس وطلب المغفرة، يحرّم في معظمها العمل وإشعال النار وإعداد الطعام.

تشير التوراة إلى ثلاثة أعياد مركزية تأتي جميعها في أوقات الحجيج إلى القدس: عيد الفصح (الفطير)، عيد الأسابيع وعيد العُرَش (المظال).

تعتبر أعياد الفصح والأسابيع والعُرَش مميزة ومركزية في الطقوس الدينية، وتقدّم خلالها الأضحيات والقرابين. نقرأ في التوراة "ثلاث مرات في السنة يحضرُ جميع ذكورك أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره، في عيد الفطير وعيد الأسابيع وعيد المظال" (التثنية 16: 16). وتؤكد التوراة على أن الأعياد الثلاثة هذه تذكير بخروج اليهود من مصر، التحرّر من العبودية والانعتاق الربّاني، حيث نقرأ في التوراة في سياق هذه الأعياد العبارة التالية: "وتذكرُ أنك كنت عبدًا في مصر" (تثنية 16: 12؛ 24: 18). ينبع من هذه العبارة كذلك البعد الاجتماعي لهذه الأعياد: مآزرة ومساندة الضعيف، والغريب، والفقير، واليتيم، والأرملة.

عيد الفصح: يحتفل به للتذكير بالخروج من مصر (الخروج 23: 15؛ 34: 18؛ التثنية 16: 1)، ويستمر لسبعة أيام متتالية، لأنه في اليوم الأول ليلًا بدأ الخروج الجماعي لليهود في مصر، أما في اليوم السابع فقد حلّت معجزة انشقاق البحر الأحمر ومرور اليهود إلى كنعان وغرق جيش مصر الذي طاردهم. أما لماذا يأكل اليهود الفطير (الخبر من دون خميرة) فهذا للتذكير بالخبر الذي تناوله اليهود الخارجون من مصر حتى عبورهم البحر.

عيد الأسابيع: يحتفل به للتذكير بورود الوصايا الإلهية (التوراة) على النبي موسى في طور سيناء، وفي اليوم ذاته يتم تقديم أوائل غلة الحصاد والثمار قربانًا للكاهن في الهيكل المقدسي: "وتعمل عيد أسابيع للرب إلهك على قدر ما تسمح يدك أن تعطي" (التثنية 16: 10)؛ "متى جئتم إلى الأرض التي أنا أعطيكم وحصدتم حصيدها، تأتون بحزمة أول حصيدكم إلى الكاهن (اللاويّين 23: 10).

عيد العُرَش (المظال): توراتيًا، يعتبر هذا العيد تذكيرًا بالعناية الإلهية المتجسّدة على شكل غمام قادت اليهود عند خروجهم من مصر ورافقتهم في تيههم في سيناء: "في مظال تسكنون سبعة أيام. كل الصرحاء من بني إسرائيل يسكنون في المظال، لكي تعلم أجيالكم أني في مظال أسكنت بني إسرائيل لما أخرجتهم من أرض مصر" (اللاويّين 23: 42-43). أما اليوم الثامن فيعتبر عيدًا بذاته ويطلق عليه تعبير "شميني عتسيرت" أو "سمحات توراة" (بهجة التوراة).   

تذكر التوراه هذه الأعياد الثلاث الرئيسية الأولى في سياق الكلام عن مواسم الزراعة وتطلق على هذه الأعياد أسماء زراعية: "عيد الربيع"، و"عيد الحصاد"، و"عيد جمع (الغلة)".

إضافة إلى هذه الأعياد الرئيسية، هناك أعياد توراتية كرأس السنة العبرية ويوم الغفران.

المناسبات الدينية

السبت: المناسبة الدينية الأولى المفروضة على اليهود توراتيًا هو الحفاظ على يوم السبت بصفته يومًا مقدّسًا. "سبوتي تحفظونها، لأنه علامة بيني وبينكم في أجيالكم لتعلموا أني أنا الرب الذي يقدسكم، فتحفظون السبت لأنه مقدس لكم. من دنّسه يقتل قتلًا. إن كل من صنع فيه عملا تقطع تلك النفس من بين شعبها" (الخروج 31: 13-14). وينبع تقديس هذا اليوم تحديدًا لأنه اليوم الذي "استراح" الرب من خلقه العالم في ستة أيام: "وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل، وبارك الله اليوم السابع وقدّسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله" (التكوين 2: 2-3). ولا يزال يوم السبت، الذي يبدأ أسبوعيًا منذ غروب الشمس وظهور أول نجم في السماء يوم الجمعة وينتهي مساء يوم السبت، يومًا مقدّسًا بين كافة الطوائف اليهودية، وحتى العلمانيّين منهم يلتزمون به كيوم للعائلة والراحة وممارسة بعض الشعائر الدينية.

رأس الشهر: وهو احتفال ببداية كل شهر من شهور السنة اليهودية، يتم فيه تقديم الأضاحي: "وفي رؤوس شهوركم تقربون محرقة للرب: ثورين ابني بقر، وكبشًا واحدًا، وسبعة خراف حولية صحيحة" (العدد 28: 11). أما رأس السنة، يوم الاحتفال بمطلع السنة وفق التقويم العبري وبحسبه يتم الاحتفال ببقية الأعياد والمناسبات، فهو عيد فرضه رجال الدين في وقت لاحق وليس مذكورًا في التوراة.

يوم الغفران: وهو يوم دخول الكاهن الأعظم إلى قدس الأقداس وتقديمه أضاحي محدّدة (ثور خطية وكبش للمحرقة) للتكفير عن الخطايا التي اقترفها في السنة الماضية: "ويقرّب هارون ثور الخطية الذي له، ويكفر عن نفسه وعن بيته" (اللاويّين 16: 16)، وكذلك بقية الناس يقومون بتقديم الأضاحي: "ومن جماعة بني إسرائيل يأخذ تيسين من المعز لذبيحة خطية، وكبشًا واحدًا لمحرقة" (اللاويّين 16: 5). يصوم اليهود في هذا الصوم ولا يغتسلون ويجلسون في بيوتهم كيوم حداد، وقد أضيف إليه بعد خراب الهيكل حدادًا على خراب الهيكل.     

بعد نشوء الحركة القومية اليهودية، لا سيما بعد إنشاء الدولة، أضيفت إلى هذه الأعياد والمناسبات أعيادًا أخرى منحت معان قومية واستخدمت فيها اللغة الدينية لصبغ الطابع المقدّس عليها. ومن أبرزها يوم الاستقلال، ويوم القدس، ويوم ذكرى المحرقة والشهداء والأبطال، ويوم ذكرى ضحايا الجيش الإسرائيلي، وضحايا الأعمال العدائية.

جمعت المكتبة الوطنية العديد من العناصر والمواد التي تضيء زوايا مختلفة من الأعياد اليهودية والإسرائيلية. من المواد الأرشيفية الغنية والمثيرة للاهتمام والنادرة، يمكن للمرء أن يتعلّم الكثير عن العادات، والترتيبات الخاصة، وصيغ الصلاة "بالعبرية"، والقصص المشوّقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدم أن ينبهر بالأجواء التي تنعكس في التوثيق المصور والمكتوب للعطلات في المجتمعات اليهودية في البلاد وحول العالم.

أعياد اليهود في المكتبة الوطنية الإسرائيلية