مؤلفات وكتب الشيخ عبد الغني النابلسي، فتاوى وقصائد، وعلم الأنساب
إجازة من النابلسي في علوم الدين والحديث لابن قلاقسز، 1828، مجموعة يهودا، المكتبة الوطنية

عبد الغني النابلسي: مخطوطات ومؤلفات الشيخ النابلسي

الشّيخ عبد الغني النّابلسي سليل عائلة عُرفت بالاهتمام بالعلم وخدمة المذهب الشّافعي، ومع أنّ اسمه يشير إلى أصله النابلسي، إلا أنه ولد في دمشق في العام 1641 م، إذ قدم جدّه الأكبر إبراهيم بن سعد الله من مدينة نابلس متجهًا إلى دمشق حيث استقرّت العائلة هناك. نشأ عبد الغني النابلسي في منزل العائلة المقابل للجامع الأمويّ الكبير في دمشق وكان يتلقى الدّروس منذ نعومة أظفاره، ولفت انتباه معلّميه وشيوخه لفطنته وقدراته التعلّميّه، كما أنه تتلمذ على يد أبيه الّذي كان مدرّسا في الجامع الأمويّ وقاضيًا في صيدا لفترة معينة. كان أوّل ما تعلّمه عبد الغني الطّفل هو القرآن الكريم الّذي اختتمه في سنّ الخامسة، وحين بلغ العشرين كان قد بدء بإلقاء الدّروس إلى جانب طلب العلم وتطوّير موهبته الشّعريّة.

تمتّع عبد الغني النابلسي بمكانة اجتماعيّة ورمزيّة دينيّة مرموقة، فيظهر اسمه في العديد من سجلّات المحاكم الشرعيّة مع تفخيم اللّقب، كما ذكره العديد من معاصريه بالمدح، ووصفه كأحد أعلام دمشق في زمانه. فيقول فيه ابن كنّان الصّالحي مثلا "الإمام العلّامة ذو المؤلفات الكثيرة، والرّقائق الشّهيرة، والشّعر الرائق الغزير، والإنشاء البديع النضير، والخطب الرّايقة، والمحاسن الفايقة". تولّى النّابلسي عدّة وظائف في حياته؛ فكان مدرّسًا في المدرسة السّليميّة في دمشق، كما كان قاضيًا لمحكمة الميدان، وكذلك كان متوليًا لنظارة أوقاف بني جماعة (عائلته) وخلال مسيرته تتلمذ على يده ما يقدّر بالمئات من الطّلبة.

اختار الشيخ عبد الغني النّابلسي التّصوّف على الطريقة النقشبنديّة والقادريّة وقرأ للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي وغيره من أعلام التّصوّف. حين بلغ الأربعين، اعتزل في بيته واستمرّ في التأليف كما كان يفعل في السّابق إلا أن الطّابع الصّوفي كان يغلب على مؤلّفاته. توفي النابلسي في العام 1731 بعد مسيرة علميّة ومهنيّة واسعة وبعد رحلات طافت لبنان وطرابلس والقدس ومصر واسطنبول والجزيرة العربيّة، ووصل تعداد مصنّفاته لأكثر من مائتين، وتشهد مؤلّفاته كرجل علم من جهة وكشخصيّة فاعلة في المجتمع من جهة أخرى على تاريخ بلاد الشّام من عدّة جوانب، الاجتماعية منها والفكريّة والثّقافيّة والاقتصاديّة. وهو ما تسمح لنا المخطوطات الناجية باستكشافه بتوسّع. في هذه البوابة تجدون بعض المخطوطات لمؤلّفات عبد الغني النابلسي، بعضها كُتبت بعد مماته، وبعضها نُسخ في مراحل مختلفة من حياته.