علم أحكام النجوم
يُشيرُ عِلمُ التّنجيم أو علم أَحكام النجوم في الإسلام إلى دراسة الحركات والمواقع النسبية للأجرام السماوية، التي يُعتقد أن لها تأثيرًا على شؤون الإنسان والعالم الطبيعي. يضع الفقه الإسلامي والقرآن والحديث والإجماع والقياس المبادئ التوجيهية لموقف الإسلام من علم التنجيم، ويُصنّفه بَعض العلم على أنه حَلالٌ أو حَرام. على مَر التاريخ، كانَ عِلمُ التنجيم قوةً مُهمة في الثّقافة الإِسلامية في القرن الثامن، مع اختلاف الآراء بين العلماء المسلمين فيما يتعلق بمدى تَأثير الكَيانات السماوية على مسارِ حياةِ البشرِ على الأرض.
تعود جُذور علم التنجيم في الإسلام إلى أفراد مثل أبو معشر البلخي، الذي سعى إلى تبرير التأثير السببي للكيانات السماوية على الحياة الأرضية. تشهد كتاباته التاريخية مثل "مدخل الى علم أحكام النجوم" على إمكانية تأثير النجوم على طَبائع البَشر وصفاتهم وتصرفاتهم بشكل عام. وبالمثل، اقترح أبو معشر أن ميلاد النبي محمد -عليه الصلاةُ والسلام- نتج عن اصطفاف الكواكب، وعزا ذلك في المقام الأول إلى حركات معينة للأجرام السماوية التي حفزت ميلاده.
علاوةً على ذلك، ساهم علماء المسلمين مثل الكندي والبيروني بشكل كبير في تطور علم التنجيم في الإسلام. البيروني، الذي غالبًا ما يُنظر إليه على أنه أولُ فيلسوفٍ عَربي، دعا إلى التوافق بين الإسلام والعلوم، بما في ذلك علم التنجيم. وشدد على تفسير الأجرام السماوية كعلامات لعمل الله في الأرض، وشجع دراسة علم الفلك والتنجيم كعلوم شرعية. كما سَعى أبو مَعشر، المعروف كأحد أهم المنجمين في صدر الإسلام، إلى تبرير علم التنجيم باعتباره علمًا مصاحبًا للطب. واقترح أن الأجرام السماوية تؤثر على الحياة الأرضية من خلال الحرارة التي تنبعث منها، ممّا يُساهم في الاتحاد والانسجام بين الجسد والروح والعقل.
تَتوفر في المكتبة الوطنية مجموعة من المخطوطات التي تتناول علم أحكام النجوم و التنجيم ومنها مخطوطات لأبي معشر والبيروني، نَعرضها لكم.