سليم قبعين
سليم قبعين (1870 – 1951) كان مربيًا وصحفيًا وكاتبًا ومؤرخًا ومترجمًا بارزًا. لعب دورًا محوريًا في تقديم الأدب الروسي للقراء العرب، ويُعتبر من الشخصيات الأدبية الهامة في فلسطين العثمانية والانتدابية والعالم العربي، خاصةً في مجال الترجمة. نظرًا لأعماله المتميزة في ترجمة الأدب الروسي، أُطلق عليه لقب "عميد المترجمين عن الروسية".
وُلد سليم قبعين في عام 1870 في مدينة الناصرة بالبلاد. تلقى تعليمه المبكر في المدرسة الروسية، حيث أظهر شغفًا كبيرًا بالأدب والكتابة. بعد إتمام دراسته، بدأ قبعين مسيرته في التعليم، لكنه سرعان ما برز في الكتابة والنشر. نشر تعليقاته على الأدب في مجلة "الجامعة" التي أسسها فرح أنطون في الإسكندرية
في عام 1897، انخرط قبعين في الحركة المعارضة العربية ضد الدولة العثمانية، مما اضطره للهروب إلى مصر بسبب التهديدات. في مصر، استمر في عمله كمعلم للغة العربية في عدة مدارس ومعاهد، بجانب مواصلة نشر مقالاته في الصحف المصرية البارزة مثل "المقطم" و"المؤيد" و"المحروسة". أسس في القاهرة العديد من الصحف منها "الأسبوع" في عام 1900، و"عروس النيل" في عام 1903، و"الإخاء" في عام 1924. كما أصدر سلسلة من الروايات بدأ نشرها عام 1909، مما أضاف بُعدًا آخر لإبداعه الأدبي. وقد عرف بكتابة خواطره ومشاهداته عن رحلاته السنوية التي كان ينشرها بعد عودته منها.
كان قبعين من الشخصيات البارزة التي قدمت الأدب الروسي إلى القارئ العربي من خلال ترجمته لأعمال كتّاب روس كبار مثل مكسيم غوركي وتولستوي وبوشكين. ساهمت ترجماته وتحليلاته في تعزيز فهم الأدب الروسي وفتح أفق القراءة أمام القارئ العربي. من خلال ترجماته، لعب قبعين دورًا مهمًا في توسيع آفاق الأدب العربي وتعريفه بأفكار وثقافات جديدة.
بالإضافة إلى أعماله الأدبية وترجماته، كان قبعين مهتمًا بالقضايا الدينية والاجتماعية. كتب بشكل موسع عن الدين البهائي الذي تأثر به خلال حياته. في كتابه "عبد البهاء والبهائية"، الذي نُشر عام 1922، قدم قبعين نظرة شاملة حول مبادئ الدين البهائي وتاريخه، مع التركيز على حياة عبد البهاء، ابن مؤسس الدين البهائي، وعلاقته بفلسطين وسكانها. تضمن الكتاب أيضًا وصفًا لجنازة عبد البهاء وذكرى الأربعين لوفاته، مع الإشارة إلى القصائد والخطب التي ألقاها العديد من الأدباء والأعيان في هاتين المناسبتين.
اهتم قبعين أيضًا بشؤون العرب الأرثوذكس الذين عانوا من التمييز والتعسف من قبل اليونانيين. دعم الحركة للاستقلال عن السيطرة اليونانية ودعا إلى إدارة العرب لشؤونهم بأنفسهم. أسس جمعيات خيرية لعبت دورًا مهمًا في تحسين أوضاع المجتمع الأرثوذكسي العربي، ولكن دعم قبعين القوي للعروبة تسبب في توتر علاقاته مع السلطات اليونانية، مما أدى إلى استقالته من التعليم والنشاطات الخيرية. رغم ذلك، ظل ملتزمًا بالعمل على تعزيز الوحدة بين العرب المسيحيين والمسلمين في مواجهة الهيمنة الأجنبية.
توفي سليم قبعين في القاهرة عام 1951 نتيجة مضاعفات مرض السكري. ترك وراءه إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا، يعكس دوره البارز ككاتب ومترجم وصحفي وناشط اجتماعي. ساهمت أعماله في الأدب والترجمة والعدالة الاجتماعية في إثراء الثقافة العربية وفتح آفاق جديدة للفكر والأدب.
نعرض لكم في هذه البوابة كتاب قبعين عن البهائية كما نقدم لكم مجموعة من ترجماته من الروسية الى العربية، إضافة الى عناوين مختارة من جرايد- أرشيف المكتبة الوطنية لصحف فلسطين الانتدابية.