نَجيب نَصّار (شيخ الصحافة الفلسطينية)
إحياء ذكرى شيخ الصحافة الفلسطينية نجيب نصار، صحيفة الاتحاد: 23 آذار 1990

نَجيب نَصّار

نَجيب نَصّار (1872–1948) كاتِب وَصَحفي فِلسطيني وُلِدَ في عَين عنوب اللبنانية. بدأَ رحلته التعليمية في الشويفات، وتخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت من كلية الصَّيدلة. عَمِلَ نَصّار في مهن مختلفة؛ إذ عمل لفترة وجيزة كمساعد صيدلي في المستشفى الاسكتلندي في طبريا. ومع ذلك،عندَ انتقاله لمدينة القدس تركَ مجال الصيدلة، ودرّس في مدارس مختلفة قبل أن ينتقل إلى مجالِ الزراعة. وعلى الرغم من شرائه عدة أراضٍ في طبريا، إلا أن قلة خبرته في الزراعة دفعته إلى الاستعانة بمزارع بريطاني الذي قَدَّم له "الموسوعة اليهودية"، والتي تُعتَبر مرجعاً مهماً عن تاريخ اليهود، وكان ذلك بمثابة بداية رِحلته في تَشكيل وعيه عن الواقع المعقد في فلسطين آنذاك.

استقر نَصّار في فلسطين العثمانية في أواخر القرن التّاسع عشر في مدينة حيفا الساحلية، حيثُ مارسَ أنشطةً مُختلفةً، أبرزها الصحافة. حتى أن البعض أَطَلقَ عليه لقب "شيخ الصحافة الفلسطينية". كما من الملاحظ أنَّ نصار كانَ من أوائل المعارضين للحركة الصهيونية، وأسس صحيفة "الكرمل" عام 1908 كجريدة أسبوعية. غَطَّت الصحيفة مجموعة من القضايا السياسيةِ والاجتماعية، مع التّركيز على حمايةِ الأراضي من تأثير وسطاء الحركة الصهيونية والدعوة إلى تحسين المجتمعات الريفية والزراعية. كما أنشأ نصار ملحقًا أسبوعيًا يتناول قضايا المرأة.

في البداية، تحالفَ نَصّار مع السّلطات العثمانية، لكنه انفصل عنها لاحقًا بسبب قمعها للقوميين العرب. توقفت الصحيفة عن الصدور عام 1913-1914 بسبب الخلافات مع تلك السلطات، لتستأنف عملها خلال فترة الانتداب البريطاني. في عام 1934، أعاد نَصّار تَسمية الصحيفة إلى "الكرمل الجديد"، متبنياً موقفًا منتقدًا للصهيونية والانتداب، وساهمت زوجته، ساذج نصار، وهي من رواد العمل النسائي الفلسطيني، في تحرير الجريدة. ومع ذلك، أَدَّت القًيود المالية في النهاية إلى إغلاق الصحيفة.

في لَفتَةٍ رَمزِيّةٍ تَعكسُ قناعاته، اشترى نَصّار أَرضًا في بيسان لِلحفاظِ عَليها. وفي سَنَواته الأخيرة كان يقسم وقته بين منزله في قرية بلد الشيخ قرب حيفا وبيسان، يزور أقاربه ويعتني ببستان الموز الخاص به. وتوفى في الناصرة في 3 آذار1948، ودُفن هناك.

 اشتهر نصار ببصيرته ومبادئه الثابتة، ولعب دوراً محورياً كأَبٍ لِلصّحافة السّياسية في البلاد؛ إذ كانَ من بين الأوائل الذين دَرسوا الصّهيونية بِشَكلٍ شامل ولَفتوا الانتباه باستمرار إلى تأثيرها آنذاك. في هذه البوابة، والتي ليست كباقي البوابات المعرفية الخاصة بالمكتبة، نعرض فيها جانبًا صحافيًّا من أرشيف الصحف الفلسطينية التاريخية في موقع "جرايد" بعيدًا عن أي مادة رقمية أخرى من مواد المكتبة الوطنية.