تاريخ المكتبة الوطنية
تأسست المكتبة الوطنية لأوّل مرة عام 1892 في القدس، وأطلق عليها سابقا اسم "دار الكتب الوطنيّ والجامعيّ". الاهتمام بإنشاء مقرّ مركزي للكتب في القدس، عبّر عن النهضة الوطنيّة في بداية فترة الصهيونية. أثار هذا التأسيس إصداء واسعة، وكان بمثابة الشرارة الأولى لإنشاء دار الكتب الوطني.
تمّ على امتداد سنوات طويلة تجميع الكتب القديمة والجديدة، التي تهتمّ بالأساس باليهوديّة، وكذلك الكتب الصادرة في أماكن مختلفة في أرجاء العالم اليهودي. تحوّلت المكتبة، مع تأسيس الجامعة العبرية عام 1925، إلى "دار الكتب الوطنيّ والجامعيّ" وشملت مجموعات من مجالات بحث مختلفة وعالمية. تمركزت المكتبة في حرم الجامعة في هار هتسوفيم، وفي أعقاب حرب الاستقلال تمّ تركيزها في مبانٍ مختلفة في القدس. تم افتتاح المبنى الحالي في حرم الجامعة العبرية في جفعات رام (مبنى ليدي دايفيس) عام 1960. تستعدّ المكتبة هذه الأيام لانتقالها إلى مبنى جديد وأوسع في المجمّع الحكومي في القدس. عمل المكتبة في حيزّ أكبر يتيح المجال لتقديم خدمة ناجعة ومفيدة أكثر.
تقدّم المكتبة خدمات لباحثين وطلاب من الجامعة العبرية ومراكز دراسة وأبحاث أخرى، إضافة إلى قراء مستقلين من كافة أنحاء البلاد والعالم. تجيب خدمة المرجعيّة التابعة للمكتبة عن كافة التوّجهات من البلاد والعالم.
للمكتبة ثلاثة وظائف مركزية: هي المكتبة الوطنية – الرسمية لدولة إسرائيل، المكتبة الوطنية للشعب اليهوديّ ومكتبة البحث العليا للجامعة العبرية في الدراسات اليهودية، دراسات الشرق الأوسط والعلوم الإنسانية العامة.
تستقبل المكتبة، لكونها المكتبة الوطنية لدولة إسرائيل، كلّ الكتب، الصحف، الأقراص المدمجة، السجلّات والتسجيلات الصادرة في البلاد، دون تمييز في اللغة والدين، وتحافظ عليها وفقا للقانون.
تقوم المكتبة، لكونها المكتبة الوطنية للشعب اليهوديّ، بتجميع كلّ الإصدارات المتعلقة بالعلوم اليهودية والشعب اليهوديّ في كلّ مكان في العالم، بما فيها المؤلفات المعادية لليهودية. هناك مكان خاص محفوظ للمؤلفات المكتوبة بالخطّ العبريّ: العبرية، إيدش، لغة اللادينو (الإسبانيّة اليهوديّة) والعربية اليهودية. تعدّ المخطوطات العبرانيّة ومجموعات الفنون اليهودية التابعة للمكتبة، من المجموعات الغنية في العالم، بالرغم من النقص القائم في عدد من المؤلفات، خاصة الكتب القديمة التي يصعب الحصول عليها. تتوّج هذه المجموعات مؤلفات عن الثقافات والبلاد التي سكنها ويسكنها الشعب اليهودي.
تضمّ المكتبة، لكونها مكتبة البحث العليا التابعة للجامعة العبرية، مجمع الكتب المجموعة الأهم في العالم حول العلوم اليهودية، ومجموعة مركزيّة، تعتبر من الأفضل على مستوى العالم، في علوم الشرق وثقافات الإسلام، وكذلك مجموعة هامة في العلوم الإنسانية العامة: التاريخ، الفلسفة، المصادر القديمة، الأدب المسيحيّ وغيرها.
تضمّ المكتبة الوطنية قاعات قراءة مختلفة: قاعة الدراسات اليهوديّة، قاعة الدراسات الإسرائيليّة، قاعة الدراسات الإسلاميّة ودراسات الشرق الأوسط، قاعة العلوم الإنسانية العامة، المكتبة الموسيقية وتضمّ أرشيف الصوتيات القوميّ، قاعة الكابالاه والفكر اليهودي (قاعة شوليم)، قاعة الخرائط وكتب الرحلات (مجموعة لئور)، قاعة تاريخ العلوم (مجموعة إدلشتاين)، قاعة قسم الأراشيف وقسم صور المخطوطات العبرية وغيرها.
تضمّ المكتبة، إضافة للكتب والصحف، مجموعات مختلفة، من ضمنها أراشيف شخصية لكتّاب ومفكّرين أمثال، مارتين بوبر، شاي عجنون، إيتسيك منجير، أ.س جرينبرج، س يزهار، أ. يهوشواع، حاييم بيئر وكثيرين غيرهم. وأراشيف تابعة لكبار الباحثين في العالم، أمثال نيوتون وأينشتاين، مجموعات لمخطوطات يهوديّة وغير يهوديّة – من ضمنها مخطوطات يدويّة مصوّرة وغير مصوّرة للتوراة، ومجموعة كاملة تقريبا لصور مخطوطات يهوديّة من جميع أنحاء العالم.
أُجريت في السنوات الأخيرة فعاليات ثقافية وتربوية هامة تهدف إلى إتاحة كنوز المكتبة لجمهور المهتمين مجانًا بواسطة الإنترنت. تعرض في إطار هذا المشروع الرقميّ على اسم عائلة تشابل، ولكلّ مهتمّ ودارس، مجموعة النقوش التابعة للمكتبة، مخطوطات المشناه والتلمود اليدويّة، خرائط قديمة لمدينة القدس، سجلّات جاليات إسرائيل، أرشيف أينشتاين، الصحافة اليهودية، وتاريخ دولة إسرائيل وغيرها.
تعدّ هذه الفعالية، إلى جانب المعارض، الجولات، الحفلات الموسيقية التي تقام في مبنى المكتبة، جزءا من الجهود المبذولة بغية تعزيز دور المكتبة الوطنية كأحد أهم المراكز الثقافية لدولة إسرائيل وللعالم اليهوديّ أجمع.