الحرم الإبراهيمي: صور ومطبوعات ومخطوطات ومذبحة الحرم الإبراهيمي
بطاقة بريدية للمسجد الإبراهيمي، البطاقة متاحة من تاريخ 1970، مجموعة بن تسفي، المكتبة الوطنية

الحرم الإبراهيمي

الحرم الإبراهيميّ، أو المسجد الإبراهيميّ الشريف، أو "مغارة المكفيلة" وفقاً لتسمية اليهود، يقع في البلدة القديمة لمدينة الخليل، وهو يشبه في بنائه المسجد الأقصى. يُعتبر أقدم بناء مُقدّس متاح حتى يومنا هذا. وقد جاءت قُدسيته من مكان دفن النبي إبراهيم وزوجته سارة، وولدهما إسحاق وولده يعقوب وزوجتيه رفقة وليئة، وبالإضافة إلى ذلك، ورد في الروايات التوراتية أن يوسف دُفِن هناك أيضاً.

يحيط بالحرم الإبراهيمي سور ارتفاعه سبعة 7 متر، وترجع أساسته لعهد هيرودس الأول في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م - 7 ق.م). بعدها قام البيزنطيين ببناء كنيسة في مكانه، ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس. في العصور الإسلامية الأولى، تحوّل البناء إلى مسجد. ومع سيطرة الصليبيين على المنطقة، بُني مكان المسجد كنيسة كاتدرائية، وبعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لفلسطين عام 1187، تحوّلت الكاتدرائية إلى مسجد مجددًا.

وفي الفترة المملوكية (1250 - 1516)، ازدهرت الحركة المعمارية في مدينة الخليل كغيرها من المدن التي وقعت تحت حكم المماليك؛ إذ قام الظاهر بيبرس بتجديد القبّة الرئيسية للحرم الإبراهيمي. وفي الفترة العثمانية (1299 - 1923)، انتشر العلم والعلماء في المسجد، وتمّ في عهدهم تزيين المسجد بالكتابات والآيات والزخارف، بالإضافة للشبابيك والقناديل والمزهريات المعدنية والشمعدانات.

مع انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1917، فأسس قوات الانتداب البريطاني إدارة عسكرية في مدينة الخليل استمرّت لعام 1920 لتصبح بعدها – رسميًّا - تحت الانتداب البريطاني (1920 - 1948)، وتمّ تشكيل "المجلس الإسلامي الأعلى" لرعاية شؤون الأماكن الإسلامية، وقد قام المجلس حينها بتعميرمنبر المسجد عام 1920.

وبعد أن انسحب البريطانيون من البلاد عام 1948، خضعت مدينة الخليل رسميًا إلى حُكم الأردن (1950 - 1967)، وقد انجزت في ذلك العهد إصلاحات عديدة للحرم الإبراهيمي، فزادت العناية فيه وتحسّنت أوضاعه وزاد عدد موظفيه. وبعد حرب حزيران في العام 1967، أمست المدينة تحت حُكم حاكمٍ عسكريٍّ إسرائيليّ، وتم تقسيم الحرم الإبراهيمي بين اليهود والمسلمين على مراحل، حتى أُعلِن ضمّ المكان ضمن قائمة التراث اليهودي في العام 2010.