سبسطية
دير اللطرون، مجموعة ميتار للصور، المكتبة الوطنية

سبسطية

تعتبر قرية سِبَسطية مِن أَقدم المناطقِ المَأهولةِ في الضفة الغربية. تَعودُ جُذورها إلى القرن التاسع قبل الميلاد عندما كانت تسمى السامرة وكانت بمثابة عاصمة لمملكة إسرائيل الشمالية حتى تدميرها على يد الإمبراطورية الآشورية الجديدة حوالي عام 720 قبل الميلاد. على مر القرون، ظلت ذات أهمية في ظل القوى الحاكمة المختلفة، بما في ذلك الآشوريين والبابليين والفُرس. وفي العصر الروماني، قامَ هيرودس الكبير بتوسيع المدينة وتحصينها. منذ القرن الرابع، تحظى سبسطية بالتبجيل من قبل المسيحيين والمسلمين على حد سواء باعتبارها موقع دفن يوحنا المعمدان، الذي يُزعَمُ بأنه قبره الآن جزء من مسجد النبي يحيى.

 

في العصور القديمة، كان يُشار إلى سبسطية باسم شومرون والتي تُترجم باللغة الإنجليزية إلى "شاهد" أو "حارس". في النهاية، أطلق هذا الاسم العبري القديم على المنطقة الوسطى من أرض إسرائيل، والتي تشمل مدينة نابلس حالياً.

يروي المؤرخ يوسيفوس، الذي كتب في القرن الأول، أن هيرودس الكبير أعاد تسمية مدينة سبسطية تكريمًا للإمبراطور الروماني أغسطس. المصطلح اليوناني سيباستوس، الذي يعني "الموقر"، هو ترجمة للعنوان اللاتيني أغسطس. يحتفظ اسم القرية الحالي بتسمية سبسطية التي تعود إلى العصر الروماني.

تقع البلدة إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس، وتبعد عن جبل عيبال حوالي 15 كم، وتحديداً على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وجنين . تقع على سفح جبل يبلغ ارتفاعه 450 مترًا فوق سطح البحر، وتنتهي بسهل محاط بالحقول والبساتين الوارفة. وتشتهر بزراعة الزيتون والأشجار المثمرة كالخوخ والمشمش، وقد تجاوز عدد سكان المدينة الآن 3000 شخص.

تتمتع سبسطية بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، مع صيف حار وجاف، وشتاء بارد ممطر. يبدأ الربيع في أواخر مارس وأوائل أبريل، في حين أن شهري يوليو وأغسطس هما أكثر الشهور حرارة في العام.

اليوم، سبسطية هي موطن للعديد من المواقع الأثرية الهامة. اذ يَقع مسجِد النّبي يحيى، وهو المَسجد الرئيسي في القرية، ضمن أنقاض كاتدرائية صليبية يُعتقد أنها بنيت على قبور الأنبياء إليشع وعبيديا ويوحنا المعمدان. بالإضافة إلى ذلك، هناك مقابرٌ ملكية رومانية، وهياكل من العصور الوسطى، والعديد من مباني العصر العثماني المحفوظة جيدًا. كما تم ترميم المسرح الروماني بالقرب من المدينة من قبل علماء الآثار الأردنيين.

 

في هذه البوابة، نعرض لكم مجموعة من الصور لقرية سبسطية من أراشيف مصّورين مختلفين في حقبات تاريخية مختلفة من تاريخ البلاد، كما نضع بين أيديكم بعضاً من الأخبار تناولتها الصُّحف العربية القديمة من موقع جرايد التابع للمكتبة الوطنية.