الجاحظ

---

يعد الجاحظ من كبار الأدباء العرب في العصر العباسي، واسمه أبو عثمان عمرو بن بحر البصري ويكنّى بـ "الجاحظ" (775 – 869). ولد في مدينة البصرة وتوفي فيها، وقد اختلف المؤرخون في أصله؛ فبعضهم ذهب إلى أن أصله عربيّ، والبعض الآخر قال بأنه من أصول إفريقية (الفاخوري، 1956). عاش الجاحظ ما يقارب تسعين عامًا، في العصر الذهبي الإسلامي؛ حيث ذروة ازدهار الحضارة والثقافة العربية والإسلامية. كتب في العديد من العلوم، منها: علم الكلام والأدب والسياسة والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة وغيرها.

كان الجاحظ مولعاً بالثقافات الأخرى مثل: الفارسية، الهندية، واليونانية؛ إذ اهتم بالترجمات لا سيما ترجمات اللغة الفارسية. انتقل إلى مدينة بغداد، وبرز فيها كأحد أهم المدرّسين، وكان الجاحظ من المعروفين لدى الخلفاء والأمراء، والعلماء وعامة الناس؛ حيث كان كاتب الرسائل الخاص بالخليفة العباسي "المأمون".

تتلمذ الجاحظ على يد العديد من العلماء والأدباء في عصره من مختلف العلوم في اللغة والأدب، الحديث والفقه، والكلام، وقد قال فيه ياقوت الحموي (وهو أديب وشاعر ورحّالة وصاحب كتاب معجم البلدان): "أبو عثمان الجاحظ، خطيبُ المسلمين، وشيخُ المتكلِّمين، ومَدْرَهُ المتقدمين والمتأخِّرين. إن تكلَّم حكى سحبان في البلاغة، وإن ناظر ضارع النَّظَّام في الجدال، وإن جدَّ خرج في مسك عامر بن عبد قيس، وإن هَزَلَ زاد على مزبد، حبيب القلوب، ومزاج الأرَّواح، وشيخ الأدب، ولسان العرب، كتبه رياضٌ زاهرةٌ، ورسائله أفنانٌ مثمرةٌ، ما نازعه منازعٌ إلا رشاه أنفاً، ولا تعرَّض له منقوصٌ إلا قدَّم له التَّواضع استبقاءً."

ترك الجاحظ كتبًا كثيرة، ومن أبرزها كتاب "البيان والتبيين" وهو كتاب في الأدب ومن آخر ما ألّف الجاحظ وهو عبارة عن مختارات من الأدب ممزوجة بآراء من مسائل مختلفة، وقد اعتُبِر كتابه البيان والتبيين من أركان الأدب العربي. ويعد كذلك كتاب "البخلاء" كتاب طريف؛ إذ جمع فيه الجاحظ أخبار البخلاء و"المقتصدين" جمع فيه الحديث عن نفسية البخلاء وقصصهم وطرائفهم والتعامل معهم. وللجاحظ، كتب أخرى مثل كتاب الحيوان، ومحاسن الأضداد وغيرها في مختلف العلوم.

في هذه البوابة، بعض المخطوطات والكتب الرقمية المتعلقة بأبرز كتابات الجاحظ وجميعها متاحة للاطلاع أو التنزيل. للمزيد، اضغطوا على هذا الرابط أو على شريط البحث في أعلى الصفحة.