قرية البصة
كانت البصة قرية عربية قضاء مدينة عكا في فلسطين الانتدابية. كان موقعها قريباً من الحدود اللبنانية، على بعد 19 كيلومتراً شمال العاصمة الإدارية للمنطقة، وعلى ارتفاع 65 متراً فوق مستوى سطح البحر.
أصل اسم البصة مرتبط بأسماء تاريخية متعددة. كانت تُعرف باسم بيزيت في فترة الرومان، في فترة حكم الصليبيين للبلاد، كان تُعرف باسم لو باس أو لو باسا. وأشار عماد الدين الأصفهاني، مؤرخ ومستشار صلاح الدين الأيوبي، إلى القرية باسم عين البصة.
تشير الأدلة الأثرية إلى أن البصة كانت مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ وخلال العصر البرونزي الأوسط. وكانت تحتوي على موقع دفن مسيحي قديم و18 موقعًا أثريًا آخر مثيرًا للاهتمام.
يعكس تاريخ البصة فترات من الحكام والتأثيرات الثقافية المختلفة، من الاستيطان اليهودي بين عامي 70 و425 م إلى وضعها تحت حكم الإمبراطورية العثمانية في عام 1596.
في عهد الإمبراطورية العثمانية، كانت البصة جزءًا من لواء صفد. بلغ عدد سكانها في عام 1596 حوالي 76 عائلة مسلمة و28 عازبًا مسلمًا يعملون في الزراعة والثروة الحيوانية، ويدفعون الضرائب على المحاصيل والموارد الأخرى.
خلال القرن الثامن عشر، كانت البصة منطقة متنازع عليها بين الزعماء الإقليميين، بما في ذلك ظاهر العمر وجزار باشا، الذي جعلها فيما بعد مركزًا إداريًا. وأشارت حملة نابليون بونابرت في عام 1799 إلى أنها قرية يبلغ عدد سكانها 600 متولي.
بحلول القرن التاسع عشر، وصف المستكشفون الأوروبيون البصة بأنها قرية ذات أغلبية مسيحية ذات إنتاج زراعي كبير، وخاصة في زيت الزيتون ومنتجات أخرى مثل التبغ والعسل وكانت بها مدارس عامة ومجتمع ديني متنوع.
خلال حكم الانتداب البريطاني، تم دمج البصة في الهياكل الإدارية وشهدت تغييرات ديموغرافية. تم تضمينها في الدولة العربية بموجب خطة تقسيم الأمم المتحدة لعام 1947 ولكنها أصبحت هدفًا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. بعد أن استولت عليها قوات الهاجاناه في مايو 1948، تعرضت القرية لتدمير كبير، وتم تهجير أو طرد سكانها.
اليوم، تشكل بقايا قرية البصة التاريخية، بما في ذلك الكنائس والمسجد، جزءًا من مناطق إسرائيلية مثل شلومي وبيتسيت.
في هذه البوابة، نعرض لكم مجموعة من الصور لقرية البصة على مر السنوات من أرشيفات المكتبة الوطنية، كما نضعُ بينَ أيديكم مجموعة من عناوين الصحف التي تناولت قرية البصة من أرشيف الصحف الانتدابية -جرايد.
