في مدح النبي
الكواكب الدرية في مدح خير البرية، محمد بن سعيد البوصري، 1450، مجموعة يهودا.

مدح النبي محمد

كانَ النبيّ مُحمد في عيون من خطّوا نثراً وشعراً لمدحه شخصًا مميزاً. تعكس شخصيته، برأي مادحيه، بعيداً عن نُبُوَّتِه، صورة إنسان نزيهٍ أمينٍ لم يَكن غيرَهُ ليصطفى. في جوانبٍ مختلفةٍ من حياته، أظهَر النبيُّ محمد شخصية رائعة، كل جانب يستحق التَّمعّن به في حد ذاته. سواء كان ذلك التزامه بالروحانية، أو قيادتهِ للحروب، أو مشاركتهِ في الشؤون الاجتماعية والسياسية.

من الناحية الرّوحية، كانَ تفاني النبي محمد في عبادة الله موضعَ تقدير كبير؛ إذ كانت ممارسته المستمرة للصلاة وذكر الله مثالاً حياً للصحابةِ في زمانه والمسلمين عامةً فيما بعد.

وفي ساحةِ المعركة، أظهر النبي محمد شجاعة وصبراُ يشهد له كل من عاشرهُ ونَقَلَ عنه؛ فكان يُلهِم الصحابة بالثبات في المواقف الصعبة، وكانت قيادته وشجاعته توجّه المحاربين خلالَ أوقاتِ الصراع. وبعيدًا عن الحرب، شاركَ النّبي محمد بنشاطٍ في الشؤون المجتمعية، حيث شاركَ في الحُكم والتجارة ومجالس الشورى. وكانت مهاراته الدبلوماسية وقدراته الإدارية واضحة في تعاملاته مع فئات المجتمع المُختلفة.

في حين لا يُعتَبَر مدح النبيّ عبادة من العبادات التي يُتَقّربُ بها الى الله تعالى، إلا أن من عاشروه في زمانه ومن اتبعوا خطاه من بعده أبوا إلا أن يخطّوا كلمات نثرية وشعرية لمدحه وذلك تعبيراً منهم عن حبه، والحب من الإيمان.

كل هذه الخصال وغيرها، كانت مَحَطَّ إعجاب وتقدير الكثيرِ ممن عاشروا الرسول وممن جاؤوا بعده و تعلّموا سيرته مما ألهمهم لخطَ العديد من الأشعار وكتابة العديد من الكتب في مدحه. توفر المكتبة الوطنية بعضاً من المخطوطات التي كُتِبت في مدح النبي نعرضها لكم  في هذه البوابة.