السلطان العظيم سليمان القانوني
شارع السلطان سليمان قرب باب الساهرة في القدس، من مجموعة ياد يتسحاك بن تسفي

السلطان سليمان

السّلطان سليمان بن سليم خان المعروف بسليمان الأوّل هو أحد أكثر السّلاطين تأثيرًا في تاريخ الامبراطوريّة العثمانيّة، ولد في 6 تشرين الثاني 1494 وتسلّم الحكم في العام 1520 بعد وفاة أبيه سليم الأوّل (1470-1520). حدّد السّلطان سليمان خلال الأربعة عقود الّتي حكمها معالم غاية في الأهمّبة في صورة الدّولة العثمانية، منها مناطق النّفوذ، شكل القضاء، العمارة والفنّ.

واصل السّلطان سليمان العمل بالاتّجاهات السّابقة وعمل على توسعة حدود الإمبراطورية، وعند وفاته عام 1566 كانت الامبراطورية العثمانية تمتد على مساحة 1.3 مليون كيلومتر من تبريز في إيان وحتّى فيينا. يعرف السّلطان سليمان بلقب "القانوني" للإصلاحات القانونيّة الّتي قادها، والّتي شكّلت الأساس للقضاء العثماني لمئات السنين اللاحقة.

تأثّرت العمارة العثمانيّة من ثقافتين: الثّقافة الإسلاميّة والثّقافة المسيحيّة - البيزنطيّة، وكانت عمارة آيا صوفيا في إسطنبول مصدرًا لإلهام العثمانيين، صمّم سنان، مهندس البلاط في عهد السلطان سليمان، العديد من المباني العامّة الّتي أضحت آيات تجسّد التّصميم الذّكي الّذي ميّز الفترة العثمانيّة الكلاسيكيّة. كما كان لعهد السّلطان سليمان بصمة معماريّة على مدينة القدس، وذلك من خلال أسوار البلدة القديمة، والّتي أصبحت من أيقونات المدينة ورموزها، وهي من جملة انجازات العمارة العثمانيّة في الاماكن العامة في جميع أنحاء الامبراطوريّة.

بالإضافة إلى إمكانيّاته المتعدّدة كعسكريّ ورجل دولة ومشرّع، فإنّ السّلطان سليمان كان شاعرًا أيضًا؛ ديوانه الّذي وقّعه بال"محبى" أي المحب، يحظى بتقدير هام بالأساس بسبب أسلوبه الأدبي ومن ثمّ لكونه ديوان السّلطان سليمان، ولقد كان والد السّلطان سليمان، السّلطان سليم الأوّل، شاعرًا أيضًا، ولكن بينما كتب السلطان سليم بالفارسيّة فقط، فقد كتب السلطان سليمان بالفارسيّة والترّكيّة أيضًا. برأي الخبراء، فإن السّلطان سليمان من أبرز الشّعراء في فترته التّاريخيّة وفي الفترة العثمانيّة على وجه العموم.

في المكتبة الوطنيّة هناك نُسخ من ديوان السّلطان سليمان، ونسخة نادرة جدًا من ديوان "محبى": في هذه النّسخة تظهر قصيدة كتبها السّلطان سليمان بعد وفاة ابنه، ولا تظهر هذه القصيدة في أيّ من النّسخ المتاحة