ابن رشد: طبيب وقاضي وفيلسوف الأندلس في قرطبة وإشبيلية ومراكش
تمثال ابن رشد على بوابات مدينة قرطبة، الصورة من ويكيبيديا

ابن رشد

أبو الوليد محمد بن رشد الأندلسي (1126 – 1198)، وُلِد في مدينة قرطبة ودرس فيها الفقه والأصول والرياضيات والفلك والفلسفة. بالإضافة إلى ذلك، برع في الطب والقضاء؛ إذ كان قاضياً لقرطبة في العام 1182. 
درس ابن رشد الفقه على المذهب المالكي، والعقيدة على المذهب الأشعري، واعتُبِر واحدًا من أهم فلاسفة الإسلام، حيث دافع عن الفلسفة وساهم في تصحيح نظريات فلاسفة سابقين له مثل ابن سينا والفارابي، وشرح كذلك نظريات أفلاطون وأرسطو. عيّنه الخليفة "أبي يعقوب" خليفة الموّحدين طبيبًا للقصر ومن ثمّ قاضياً لقرطبة، وشغل أيضًا منصب القضاء في إشبيلية وتفرغ لتفسير أعمال أرسطو بناءً على طلب الخليفة أبي يعقوب يوسف. في نهاية حياته، تعرض ابن رشد لصراعات وأبعد إلى مدينة مراكش في المغرب حيث توفي في عام 1198م.

نشأ ابن رشد في عصر المرابطين حيث كان الفقهاء هم الذين يهيمنون على الفكر والثقافة والمجتمع والسياسة. وتلقى ابن رشد تعليمه في الفقه من الحافظ أبي محمد بن رزق، ودرس كتاب الموطأ للإمام مالك من والده أبي القاسم. كما درس على يد عدة فقهاء آخرين واكتسب معارفه في الفلسفة بتأثير من ابن باجة وصداقة ابن طفيل. يؤمن ابن رشد أنّه لا يوجد تناقض حقيقي بين الإسلام والفلسفة، وإنما هناك طرق أخرى يمكن من خلالها الوصول إلى نفس الحقائق المطلوبة. وأشار إلى أنّ الروح تنقسم إلى قسمين:شخصية وإلهية. وهناك نوعين من المعرفة للحقيقة: المعرفة الدينية التي تستند إلى العقيدة والتي لا يمكن تحليلها أو فهمها بشكل شامل، والمعرفة الفلسفية التي يمكن من خلالها إجراء دراسات فلسفية جديدة.

في مجال علم الفلك، كان ابن رشد مهتمًا بالغاً منذ صغره. بدأ في دراسة السماء وملاحظة النجوم والكواكب من مدينة مراكش وأسهم في اكتشافات جديدة في هذا المجال. قام بنقد نظريات بطليموس واقترح نماذج جديدة لفهم حقيقة الكون.

في ميدان الأخلاق، اعتمد ابن رشد على آراء أرسطو وأفلاطون. أكد على وجود أربع فضائل أساسية: الحكمة، العفة، الشجاعة، والعدالة، وقال إن هذه الفضائل تنطبق على جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن دورهم، و سعى لتطوير الأخلاق الاجتماعية وأثر بشكل كبير على الفكر المتحرر في أوروبا في العصور الوسطى والحديثة.

في هذه البوابة، نستعرض مجموعة قيّمة من الكتب الرقمية التي المتعلقة بكتب ابن في فن الخطابة وفلسفة ابن رشد، ورسائل ابن رشد، وكتب فقهية أخرى. للمزيد اضغطوا على هذا الرابط، أو على شريط البحث في أعلى الصفحة.