تاريخ مدينة صفد من صور قديمة وحديثة وخرائط وأخبار من الصحف الفلسطينية
مبنى السرايا في مدينة صفد، ستينيّات القرن الماضي، أرشيف يتسحاك بن تسفي، المكتبة الوطنية

مدينة صفد

تُعدّ مدينة صفد من المدن القديمة في البلاد وأكثرها ارتفاعًا، إذ بُنيت في القرن الثّاني قبل الميلاد على سفح جبل كنعان على ارتفاع 900 متر تقريبًا عن سطح البحر، مطلّةً على بحيرة طبريا من جهة وعلى جبل الجرمق من جهة أخرى. تبلغ مساحتها أكثر من 29 كيلومترًا وتضمّ اليوم قرابة خمسين ألف نسمة من السّكان. 

كانت صفد حاضرة سكّانيّة منذ العصور القديمة إذ وجدت فيها آثار من العصر الحديديّ والبرونزيّ، إلّا أن مكانة المدينة الجغرافيّة تبلورت حين اختارها الصّليبيّون لبناء قلعة صفد الشّهيرة عام 1140م، وذلك لارتفاع المدينة وإطلالتها على طريق دمشق وكافّة الجليل الأعلى، تلك المنطقة شديدة الأهمّية في الحروب الصّليبيّة للاستيلاء على الأرض المقدّسة، ومنحتهم بالتّالي القدرة على تنبؤ العدوان والتأهب لصدّه مبكّرًا.

عمل صلاح الدّين الأيوبيّ على استرجاع صفد إلى حوزة الحكم الإسلاميّ ونجح في ذلك بعد احتلالها الصّليبيّ بأربعة عقود تقريبًا عام 1188م. إلّا أنها عادت لحكم الصّليبيّين حين أراد حاكم دمشق التّحالف معهم ضدّ الصّالح أيّوب في مصر، فقام بإعادة صفد لإثبات حسن نيّته. وبقيت صفد تحت الحكم الصّليبيّ إلى أن قامت القوّات المملوكيّة بقيادة الظّاهر بيبرس بالاستيلاء على المدينة وهزيمة الصّليبيّين بعد حصار دام ستّة أسابيع عام 1266. وقد قام السّلطان بيبرس ببناء المسجد الأحمر الّذي ما زال موجودًا في مدينة صفد إلى اليوم ويظهر به نمط العمارة المملوكيّة.

بعد معركة مرج دابق الشّهيرة عام 1516م وانتصار العثمانيين على المماليك، غدت مدينة صفد مدينة عثمانيّة وأصبحت فيما بعد مركزًا لقضاء صفد الّذي ضمّ المدينة والعشرات من القرى المحيطة بها تحت إدارة واحدة عملت في سرايا المدينة. في نهاية الفترة المملوكيّة، استقبلت مدينة صفد أعداد كبيرة من اليهود السفاراديم الّذين طُردوا من شبه الجزيرة الأيبيريّة مع سقوط الحكم الإسلاميّ ودولة الأندلس، ولهذا تعتبر مدينة صفد من المدن المقدّسة لدى اليهود إلى جانب المدن التاريخية؛ الخليل والقدس وطبريّا.

في هذه البوّابة، تقدّم معظم المواد المنشورة تصوّرًا عن مدينة صفد العريقة في القرن العشرين، تحديدًا منذ بداية الانتداب البريطانيّ مرورًا ببدء الحكم الإسرائيليّ وما تبعه من تغيّرات على مدار النّصف الثّاني من القرن العشرين، فإلى جانب الصّور، توفّر لنا الصّحف الفلسطينية التّاريخيّة مصدرًا ممتازًا للتعرّف على واقع الحياة اليوميّة في المدينة سابقًا وعلى صيرورة التّغير الّتي مرّت بها.

صفد في الصّحف الفلسطينيّة

تجدون هنا عناوين مختارة لأحداث هامّة وردت في الصّحف الفلسطينيّة في عهد الانتداب البريطاني وفيما بعد. تكمن أهمّية هذه المقالات والأخبار اليوميّة بأنها تقدّم تصوّرًا عن رؤية الفلسطينيين لهذه الأحداث في حينها، كما أنّها تربط التّاريخ المحلّي لمدينة صفد بالقصّة الأكبر الّتي كانت تعيشها البلاد برمّتها إذ لم تكن صفد استثناءً في شيء. لتصفّح المزيد عن صفد في الصّحف الفلسطينيّة في أرشيف جرايد، استخدموا الرابط في آخر المعرض.

صفد في الصحف الفلسطينية