تل الملح
يقع تل الملح في شمال صحراء النقب في وادي عراد على الضفة الشرقية لمملحة نحال بالقرب من نقطة التقائه مع بئر السبع. شهد هذا الموقع ذروة ازدهاره خلال مملكة يهوذا في القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان بمثابة مدينة محصنة على الحدود الجنوبية للمملكة وخاضعة لنفوذ أدوم.
يغطي التل مساحة تقدر بنحو 1.5 فدان، ويتخذ شكل بيضاوي بأبعاد تبلغ 210 مترًا في الطول و75 مترًا في العرض. يتواجد على قدم التلة على الجهة الشمالية الشرقية مصادر مياه وفيرة، ما يجعله موقعًا استراتيجيًا نادرًا في المنطقة. يُعرف الموقع بالاسم العربي تل الملح، والذي ربما يعود تسميته إلى علاقته بتجارة الملح من البحر الميت، حيث كان يربطه اقتصاديًا بغزة ومصر عبر طرق التجارة. بجوار التل الرئيسي يقع تل صغير كان مأهولًا بشكل رئيسي خلال العصور النحاسية والبرونزية الأولى.
شهدت حفريات تل الملح عدة اقتراحات لتحديد المواقع الأثرية المربوطة بالأديان الابراهيمية، بما في ذلك مولادا، حورما، أو بعلة-بير. بحسب يوحنان أهاروني، قد يتوافق الموقع مع مدينة "عراد دي يهورام" المذكورة في قائمة غزوات الفرعون شيشنق الأول.
أظهرت الحفريات الأثرية التي أُجريت في تل الملح ست فَترات بدءا ب الفترة الرومانية المتأخرة وانتهاءً بالعصر البرونزي الأوسط في القرن الثامن عشر.
تمت هذه الحفريات في عامي 1967 و1971. تمت أيضًا حفريات إنقاذيه للبقايا الرومانية البيزنطية في عام 1981.
خلال العصر البرونزي، كان تل الملح مستوطنة محصنة بشكل متواضع، محاطة بسور من الأرض يتخلله جدار، واستُخدِمَت كنقطة توقف حيوية بين عراد ومصر. كان التل الصغير مأهولًا أيضًا واعتمد على المدينة المحصنة المجاورة. خلال هذا الوقت، كان التل بمثابة مدينة محصنة على الحدود الجنوبية لكنعان.
شهد العصر الحديدي عودة للتوطن في تل الملح في القرن العاشر قبل الميلاد، مما دل على توسع وتحصين كبير للمدينة. أصبحت أكبر مدينة محصنة في النقب الشرقي، وربما كانت تعمل كمركز إداري للسلطة الملكية اليهودية. شمل المشهد المعماري للموقع بناء ضخم ثلاثي الأقسام بارز، يُعتقد أنه استخدم لأغراض التخزين والإدارة. بعد الدمار، الذي ربما كان مرتبطًا بحملات الآشوريين، تم إعادة بناء المدينة في القرن السابع قبل الميلاد، مما يشير إلى فترة استيطان مكثف في النقب. شهدت هذه المرحلة إعادة بناء المبنى الثلاثي الأقسام وإضافة ورش عمل.
تشمل الاكتشافات الأثرية في المنطقة مجموعة متنوعة من الآثار، بما في ذلك الأختام والأوزان ومناضد البخور والفخاريات، مما يسلط الضوء على الطقوس الدينية المحلية والروابط التجارية مع المناطق المجاورة. يقف تل الملح كشاهد حي على التفاعلات الثقافية والاقتصادية التي شكلت مظهر الشرق الأدنى عبر العصور.
في هذه البوابة نعرض لكم مجموعة من الصور لتل الملح تُظهر مظاهر حياة البدو العرب في خمسينيات القرن الماضي، كما نعرض لكم عناوين صحفية تناولت أحداث مهمة حدثت في المنطقة من أرشيف جرايد.