ثورة ال1936
الإتحاد، 27 كانون الثاني 1985

ثورة عام 1936

اندلعت الثورة الكبرى، والمعروفة أيضًا باسم الثورة الفلسطينية الكبرى، في فلسطين الانتدابية من عام 1936 إلى عام 1939. وكانت فترة مهمة تميزت بصراع مضطرب في المصالح والأيديولوجيات بين العرب آنذاك والسلطات البريطانية الانتدابية.

 

كانت الثورة، في جوهرها، مظهرًا من مظاهر التطلعات الفلسطينية لتقرير المصير ومعارضة السياسات البريطانية مما أدى إلى تفاقم الوضع المحفوف بالمخاطر بالنسبة للعرب الفلسطينيين، وخاصة الفلاحين الريفيين الذين واجهوا الطرد والتهميش.

 

 

 

اندلعت الثورة على مرحلتين منفصلتين، اتسمت كل منهما باستراتيجيات وديناميكيات مختلفة. شهدت المرحلة الأولى مقاومة شعبية عفوية، تم تنظيمها لاحقاً من قبل اللجنة العربية العليا الحضرية والنخبوية. ركزت هذه المرحلة في المقام الأول على الإضرابات والاحتجاجات السياسية سعياً لتحقيق نتائج سياسية ملموسة. ومع ذلك، بحلول أكتوبر 1936، تم قمع هذه المرحلة الأولية من قبل السلطات البريطانية من خلال تقديم القليل التنازلات السياسية والتهديد بالسجن لسنوات عالية.

 

وشهدت المرحلة الثانية، التي بدأت في أواخر عام 1937، تحولاً نحو المقاومة التي يقودها الفلاحون، والتي أججها القمع البريطاني والعنف المتصاعد. استهدفت القوات البريطانية بشكل متزايد القرى المشتبه في دعمها للثورة، مما أدى إلى دورة من الوحشية والانتقام. خلال هذه الفترة، واجه التمرد قمعًا قاسيًا من قبل الجيش البريطاني وقوات الشرطة الفلسطينية، التي اتخذت إجراءاتٍ قمعيةٍ لترهيب السكان وتقويض الدعم للثورة.

 

وفي خضم هذه الاضطرابات، شهد المشهد السياسي في فلسطين تحولات كبيرة. انحرفت عائلة النشاشيبي، وهي عائلة فلسطينية معروفة، عن مسار الثورة وانضمت إلى البريطانيين، وشكلت تحالفًا حاسمًا ضد الثورة. هذا الانقسام الداخلي داخل القيادة الفلسطينية زاد من تعقيد ديناميكيات الثورة.

 

وكانت الخسائر في الأرواح خلال الثورة هائلة، حيث قُتل أو جُرح أو سُجن آلاف الفلسطينيين. تشير الأرقام البريطانية إلى مقتل أكثر من 2000 عربي، وإعدام المئات.

 

وعلى الرغم من قوّتها، فشلت الثورة العربية في نهاية المطاف في تحقيق أهدافها. ومع ذلك، فقد ترددت أصداء عواقبها إلى ما هو أبعد من سنوات الصراع الثلاث. أثرت الثورة على مسار حرب عام 1948. بالإضافة إلى ذلك، أدى ذلك إلى نفي القادة الفلسطينيين الرئيسيين، مما أدى إلى مزيد من التغيير في المشهد السياسي في فلسطين.

نَعرِضُ لكم مجموعة عَناوين مقالات كُتبت ما بين الأعوام 1935- 1939 من مجموعة جرايد - أرشيف الصحف العربيّة من فلسطين العثمانيّة والانتدابيّة