حارة المغاربة
ترميم محطة اللد، 1945، أرشيف بن تسفي، المكتبة الوطنية

حارة المغاربة

َمتَد تاريخ حارة المغاربة في القدس عبر قرون، متأثراً بالعصور المتعاقبة والتغيرات الجيوسياسية.

تأسست حارة المغاربة في عام 1193 من قبل الملك الأفضل نور الدين علي، ابن صلاح الدين الأيوبي، وتم تخصيصها كوقف خيري للمهاجرين الأفارقة القادمين إلى القدس. ازدهرت الحارة بفضل الأوقاف والمؤسسات الدينية التي أُنشئت فيما بعد، وأصبحت مركزاً هاماً للجاليات المغربية بحلول القرن الرابع عشر.

تحت رعاية الأفضل، تم إنشاء مدرسة الأفضلية لخدمة فقهاء المالكية، مما عزز دور الحي الديني والتعليمي. وفي السنوات اللاحقة، عملت الأوقاف الإضافية، مثل تلك التي أنشأها أبو مدين ثم الأسرة المرينية، على إثراء المشهد الثقافي والديني للحي.

خلال العصر العثماني، استمر حي المغاربة في التطور، حيث كان يضم مجموعة مختلطة من السكان المغاربة واليهود والمسيحيين والسكان العرب المحليين. اذ تعكس سجلات الضرائب العثمانية من القرن السادس عشر فصاعدًا مجتمعًا متنامٍ، يتميز بمؤسساته الديموغرافية والدينية المتنوعة، اذ شهدت هذه الفترة إنشاء المساجد والمدارس على حد سواء.

استمرت أهمية الحي حتى القرن التاسع عشر، حيث تميز بالتبادل الثقافي والتعايش الديني. وظل جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في القدس، حيث استوعب المجتمعات المحلية والمهاجرة التي جذبتها وسائل الراحة الدينية والمجتمعية.

خلال فترة الانتداب البريطاني، كانت حارة المغاربة في القدس تضم نُزلاً للحجاج المسلمين القادمين لزيارة المواقع الإسلامية.

تحت السيطرة الأردنية بعد حرب 1948، استمرت النزاعات، مما أدى إلى طرد السكان اليهود واندلاع خلافات حول حقوق الملكية. كما حاولت فرنسا فرض الولاية الخارجية على بعض ممتلكات الوقف في المنطقة، ودعمت الجهود الدبلوماسية لتقديم الدعم المالي للحجاج المسلمين القادمين من شمال أفريقيا.

خلال حرب الأيام الستة عام 1967، سيطرت القوات الإسرائيلية على البلدة القديمة في القدس، بما في ذلك حارة المغاربة. بعد ذلك، تم هدم الحارة لإنشاء مساحة لليهود للصلاة عند حائط البراق.

في هذه البوابة، نعرض لكم مجموعة من الصور لحارة المغاربة من أرشيفات مصّورين مختلفين في حقبات تاريخية مختلفة من تاريخ البلاد، كما نضع بين أيديكم بعضاً من الأخبار لأحداث تاريخية تناولتها الصُّحف العربية القديمة من موقع جرايد التابع للمكتبة الوطنية.