مصادر رقمية متنوّعة ومتاحة حول مدينة طمرة ضمن مجموعات المكتبة
بوابة طمرة

بوابة طمرة

طمرة هي مدينة عربية تقع في منطقة الجليل الغربي شمالي البلاد، وتتبع إداريًا للمنطقة الشمالية في إسرائيل. تبعد نحو 20 كيلومترًا عن مدينة حيفا، وتحيط بها عدة بلدات وقرى عربية مثل كابول وشفاعمرو وعرابة. تطوّرت طمرة من قرية زراعية إلى مدينة عامرة، ويُقدّر عدد سكانها اليوم بأكثر من 35,000 نسمة، معظمهم من المسلمين مع وجود أقلية مسيحية.

 يمتد تاريخ طمرة إلى العصور القديمة، حيث تشير الأدلة الأثرية إلى وجود بشري في المنطقة منذ العصر الروماني، وُجدت فيها معاصر زيت وصهاريج مياه وآثار لمبانٍ قديمة، ما يدل على أنها كانت جزءًا من شبكة القرى الزراعية في الجليل التي اعتمدت على زراعة الزيتون والحبوب. اسم "طمرة" يعود في الغالب إلى جذر سامي يعني "النخلة" أو "الثمرة"، ويُعتقد أن تسميتها تعكس خصوبة أراضيها ونشاطها الزراعي.

في العصر العثماني، كانت طمرة تابعة لسنجق عكا، وسجّلت في دفاتر الضرائب العثمانية في القرن السادس عشر كقرية يسكنها مسلمون يعملون في الزراعة وتربية المواشي. ظلّت القرية محافظة على طابعها الزراعي حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث بدأت تشهد تحولات تدريجية في البنية الاجتماعية والتعليمية، خصوصًا مع افتتاح المدارس وانتقال بعض العائلات للعمل في المدن الساحلية المجاورة.

خلال فترة الانتداب البريطاني، كانت طمرة واحدة من القرى الكبرى في الجليل، وبرزت كمركز محلي بفضل موقعها الجغرافي واتساع أراضيها الزراعية. في تلك الفترة، بدأت ملامح التنظيم المحلي تظهر، وتم تأسيس مجالس قروية تهدف لتنظيم الشؤون اليومية للبلدة. شارك العديد من أبناء طمرة في الحياة السياسية والثقافية في الجليل خلال تلك الفترة، وكان للبلدة حضور في الأحداث الوطنية والمحلية.

في عام 1948، دخلت طمرة ضمن حدود دولة إسرائيل، وبقي سكانها في أماكنهم، ما جعلها واحدة من البلدات العربية التي احتفظت بغالبية سكانها الأصليين بعد الحرب. في عام 1956 تم الإعلان عنها كمجلس محلي، ثم حصلت على صفة مدينة في الثمانينات، ومنذ ذلك الحين شهدت توسعًا سكانيًا وعمرانيًا ملحوظًا.

اقتصاديًا، اعتمدت طمرة تاريخيًا على الزراعة، خصوصًا الزيتون والتين، ومع الوقت تحوّلت إلى مركز تجاري وخدماتي يخدم القرى المجاورة. نشأت فيها محال تجارية ومؤسسات صحية وتعليمية، منها مدارس ابتدائية وثانوية، وروضات، ومراكز شبابية. كما يُقام فيها سوق أسبوعي يُعرف على مستوى الجليل، ويجذب الزوار من البلدات المجاورة.

تتميّز طمرة بنشاط ثقافي واسع، وتخرج منها عدد من الشعراء والمثقفين والفنانين، وتقام فيها مهرجانات فنية وموسيقية محلية. وتُعرف المدينة كذلك بوجود جمعيات أهلية ناشطة في مجالات التعليم، والتمكين الاجتماعي، والتطوير المجتمعي. تحافظ طمرة على طابعها العائلي والاجتماعي المتماسك، وتُعد نموذجًا لمدينة عربية في تطوّر مستمر ضمن النسيج السكاني في الجليل.