متحف روكفلر
متحف روكفلر، الذي كان يُعرف سابقاً باسم متحف الآثار الفلسطيني، يُعد واحداً من أبرز المعالم التاريخية والثقافية في القدس. تأسس المتحف خلال فترة الانتداب البريطاني، وافتُتح عام 1938 بتمويل من تبرع سخي بقيمة مليوني دولار من جون د. روكفلر الابن. كان الهدف من إنشاء المتحف هو حفظ وعرض الاكتشافات الأثرية المهمة التي تم العثور عليها في المنطقة خلال أوائل القرن العشرين. يقع المتحف على تلة بالقرب من البلدة القديمة، مما يمنحه موقعاً رمزياً يربط بين المواقع التاريخية التي يوثقها وتصميمه المعماري الذي يعكس جمال تراث القدس.
بدأ بناء المتحف عام 1930 تحت إشراف المهندس المعماري البريطاني أوستن هاريسون، الذي صمم المبنى بأسلوب يجمع بين الحداثة والطابع الشرقي. تم استخدام الحجر المقدسي في البناء ليكون متكاملاً مع البيئة المحيطة. ويتألف تصميم المتحف من فناء مركزي محاط بقاعات عرض تُرَتَّب فيها القطع الأثرية زمنياً حيث يأخذ الزائرين في رحلة عبر تاريخ المنطقة.
تغطي مقتنيات المتحف آلاف السنين، وتشمل عصور ما قبل التاريخ، والعصرين البرونزي والحديدي، والعصور البيزنطية والإسلامية. من أبرز المعروضات أدوات حجرية تعود إلى المستوطنات البشرية الأولى، وفسيفساء بيزنطية متقنة من كنائس، وسيراميك إسلامي يعكس فنون تلك الحقبة. تسلط هذه القطع الضوء على حياة وثقافات وابتكارات الحضارات المتنوعة التي سكنت هذه الأرض. تشمل المعروضات أيضاً قطعاً معمارية وزخرفية توضح تاريخ الحِرف والفنون في المنطقة.
لعب المتحف أيضاً دوراً محورياً في تطوير الأبحاث الأثرية. خلال فترة الانتداب البريطاني، كان مركزاً للباحثين لدراسة تاريخ المنطقة القديم. ولا تزال أرشيفاته تشكل مصدراً قيماً للعلماء، حيث تقدم رؤى حول الاكتشافات التي تمت خلال الحفريات.
يتميز المبنى بتصميمه الذي يثري تجربة الزوار، حيث تضفي قاعاته الفسيحة وأسقفه العالية وإضاءته الطبيعية أجواءً ترحيبية. كما يوفر الفناء المركزي بحديقته الهادئة ونافورته مساحة للتأمل في وسط ثروة التاريخ المعروضة. يُعزز تصميم المتحف دوره كجسر بين الماضي والحاضر، مما يدعو الزائرين لاستكشاف قصص الأزمنة القديمة. و تديره اليوم سلطة الآثار الإسرائيلية.