نايف سليم
نايف سليم

نايف سليم

 

كان نايف سليم (1932–2001) شاعرًا وأديبًا عربيًا، وُلد في بلدة معليا الواقعة في منطقة الجليل الغربي. يُعد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في إثراء الحياة الأدبية والثقافية العربية داخل البلاد خلال النصف الثاني من القرن العشرين. عُرف بشعره الذي اتسم بالصدق العاطفي، والارتباط بالإنسان والطبيعة والقيم الاجتماعية.

نشأ نايف سليم في بيئة ريفية جبلية، وكان لهذا أثر عميق على تكوينه الشخصي والإبداعي. أكمل تعليمه الأساسي في المدارس المحلية، ثم تابع دراسته في مجالات الأدب واللغة العربية. بدأ مسيرته الأدبية منذ شبابه المبكر، ولفت الانتباه إلى موهبته الشعرية عبر مشاركاته في الأمسيات الأدبية والأنشطة الثقافية المحلية.

تميّز شعر نايف سليم بالبساطة والوضوح من حيث اللغة والأسلوب، لكنه كان غنيًا بالشعور العميق والانتماء للبيئة والمجتمع. عالج في قصائده مواضيع الحياة اليومية، الحب، الأسرة، الأرض، والكرامة الإنسانية. وكانت قصائده قريبة من القارئ العادي، لأنها التقطت التفاصيل الصغيرة للحياة بلغة وجدانية صافية، بعيدًا عن التعقيد أو الغموض.

أصدر نايف سليم عدة دواوين شعرية، استقبلها القراء والنقاد بتقدير، ورأى فيه الكثيرون صوتًا صادقًا للإنسان العربي البسيط. امتاز شعره أحيانًا بنبرة وجدانية تأملية، تقترب من الحنين إلى الزمن الجميل وقيم القرية والتقاليد الأصيلة، مع لمسة فنية تحافظ على إيقاع القصيدة الكلاسيكي دون أن تُفقدها حيويتها.

إلى جانب عمله الأدبي، كان لنايف سليم نشاط بارز في التعليم والثقافة العامة، حيث شغل وظائف في مؤسسات تربوية محلية، وعمل مع المدارس العربية لتعزيز تعليم اللغة العربية وآدابها. آمن بأهمية ربط الأجيال الجديدة بتراثهم اللغوي والثقافي، وكان يرى في الأدب أداة لتقوية الهوية الثقافية وتعميق الوعي الاجتماعي.

شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية التي أقيمت في الجليل والمثلث والمدن العربية، وكان حضوره الأدبي محبوبًا بفضل تواضعه وأسلوبه الإنساني الدافئ. وقد ساهم عبر مقالاته ونصوصه النقدية في إثراء النقاش الأدبي المحلي، مع التركيز على أهمية الأصالة والارتباط بالبيئة الاجتماعية والثقافية.

ظل نايف سليم وفياً لرسالته الأدبية حتى وفاته في عام 2001. بعد رحيله، بقي اسمه حاضرًا بين أوساط المثقفين والمهتمين بالأدب العربي المحلي، كشاعر جسّد القيم البسيطة والعميقة في آن، وأسهم في الحفاظ على الروح الإنسانية للأدب العربي في الجليل والمناطق المجاورة. يُنظر إلى إرثه اليوم باعتباره جزءًا من المشهد الأدبي الذي شكّل الوعي الثقافي للأجيال في الداخل العربي.