سليمان فياض
سليمان فياض

سليمان فياض

وُلد سليمان فياض الكاتب والمؤلف المصري عام 1929 في محافظة الشرقية، ويُعد من الأسماء البارزة في الأدب العربي الحديث، خصوصًا في مجال القصة القصيرة وأدب الطفل. تلقى تعليمه الأولي في الكتّاب، ثم التحق بالأزهر الشريف حيث أتم دراسته في العلوم الدينية واللغة العربية، وهو ما انعكس لاحقًا في نزعته اللغوية الدقيقة والأسلوب الذي يوازن بين البساطة والعمق. بدأ نشاطه الأدبي في خمسينيات القرن العشرين، وانتمى إلى الجيل الذي عايش تحولات سياسية واجتماعية كبيرة في مصر والمنطقة، وكان لتلك التحولات أثرٌ واضح في موضوعاته الأدبية.

نشر فياض أولى مجموعاته القصصية في مطلع الستينيات، ومنها انطلقت شهرته ككاتب يميل إلى الواقعية النقدية. تميزت قصصه القصيرة بالسخرية اللاذعة والبناء المحكم، وركّزت على الإنسان المصري البسيط في مواجهة تعقيدات الحياة اليومية، دون اللجوء إلى الزخرفة اللغوية أو المباشرة الفجة. ومن أبرز أعماله القصصية “عزف منفرد على الناي”، و”أيام الأسطى علي”، و”أصوات”، وهي أعمال تعكس اهتمامه بالمهمّشين، وتصويره للطبقات الشعبية بدقة وتعاطف دون مثالية.

بالإضافة إلى القصة القصيرة، كتب فياض للأطفال، وترك بصمة واضحة في هذا المجال من خلال سلاسل قصصية نشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب ومجلات الأطفال. اعتمد أسلوبًا لغويًا مبسطًا يعكس خلفيته الأزهرية ومعرفته العميقة باللغة العربية، مع التركيز على القيم التعليمية والثقافية. كما ألّف كتبًا في التراث واللغة والتاريخ الإسلامي، منها “جذور الكلام العامي” الذي تناول فيه تطور اللهجة العامية المصرية من منظور لغوي تاريخي.

كما كان فياض حاضرًا في المشهد الثقافي المصري من خلال مشاركته في المؤتمرات والندوات، وكتاباته في المجلات الأدبية والصحف، وقد عُرف بمواقفه المستقلة والنقدية، لا سيما تجاه الخطاب الأدبي السائد. لم ينتمِ إلى أية تيارات أيديولوجية صريحة، وفضّل أن يحافظ على مسافة نقدية من الجميع، الأمر الذي ربما ساهم في بقاء اسمه بعيدًا عن الأضواء رغم القيمة الأدبية الواضحة لإنتاجه. توفي سليمان فياض عام 2015، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا متنوعًا بين القصة والرواية وأدب الطفل والكتابات الثقافية، يُعيد بعض الباحثين والقرّاء اكتشافه اليوم بوصفه أحد الأصوات التي عبّرت عن الواقع المصري بحسّ إنساني ساخر وواقعي في آن.