موسم قطف البرتقال
ترميم محطة اللد، 1945، أرشيف بن تسفي، المكتبة الوطنية

موسم قطف البرتقال

كان موسم قطف البرتقال، وخاصة البرتقال اليافاوي، جزءًا أساسيًا من التاريخ الزراعي في البلاد لعدة قرون. أصبح البرتقال اليافاوي، الذي يتميز بحلاوته وقشرته السميكة، منتجًا رئيسيًا للتصدير ومعروفًا عالميًا منذ القرن التاسع عشر. يُزرع هذا البرتقال بشكل رئيسي في السهول الساحلية المحيطة بيافا، وكان مناسبًا للتصدير بفضل متانته، مما جعله شائعًا في الأسواق الأوروبية.

تبدأ فترة حصاد البرتقال عادةً في أواخر الخريف وتستمر خلال أشهر الشتاء من كانون الأول حتى آذار. خلال هذه الفترة، يوفر المناخ الساحلي للبلاد، مع درجات الحرارة المعتدلة والأمطار الشتوية، ظروفًا مثالية لزراعة الحمضيات. كان الحصاد عملية كثيفة العمالة تتطلب قطف البرتقال يدويًا لتجنب تلف الثمار. وغالبًا ما كان يتم هذا العمل من قبل العائلات التي تملك البساتين، بدعم من العمال الموسميين من المناطق المجاورة. كانت المجتمعات المحلية تشارك بالكامل في الحصاد، مما جعلها جزءًا مركزيًا من الحياة الريفية، حيث كان يعتمد العديد من الناس على هذه العملية كمصدر رئيسي للدخل.

نمت نجاحات تجارة البرتقال اليافاوي خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مما جعل البلاد واحدة من أبرز منتجي الحمضيات في منطقة البحر الأبيض المتوسط. بحلول ثلاثينيات القرن العشرين، كانت البرتقالات من يافا تُشحن بكميات كبيرة إلى أوروبا، خاصة إلى الأسواق في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث أصبحت هذا الفاكهة معروفًة بجودتها العالية.

مع ازدهار صناعة الحمضيات، بدأ الفلاحون اليهود الذين بدأوا في الاستقرار في المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أيضًا بالانخراط في زراعة البرتقال. قاموا بتأسيس بساتينهم الخاصة من الحمضيات، وشاركوا جنبًا إلى جنب مع الفلاحين العرب في تعزيز نمو هذه الصناعة. ساعدت هذه التعاونات، التي كانت مدفوعة بشكل رئيسي بالفرص الاقتصادية، في توسيع نطاق البرتقال اليافاوي، مما زاد من تقوية سمعته في الأسواق الدولية. شارك كل من الفلاحين العرب واليهود في مواسم الحصاد، التي أصبحت مصدرًا مهمًا للتوظيف والنشاط الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة.

بمرور الوقت، أصبح البرتقال جزءًا من هوية البلاد، حيث تُعتبر شجرة البرتقال رمزًا للخصوبة والثروة. لم يكن البرتقال مجرد محصول زراعي، بل كان له أيضًا دلالات ثقافية عميقة، حيث يمثل الجهد والتفاني الذي بذله الفلاحون في رعاية الأرض وتحقيق الاستدامة.

نعرض لكم في هذه البوابة مجموعة من الصور المختلفة من أرشيفات المكتبة، كما نضع بين أيديكم مجموعة من العناوين المأخوذة من أرشيف صحف فلسطين الإنتدابية – جرايد عن موسم قطف البرتقال.