جمال قعوار
جمال قعوار

جمال قعوار

كان جمال قعوار (1930–2000) شاعرًا وأديبًا ومترجمًا عربيًا. وُلد جمال في مدينة الناصرة، ويُعتبر من الشخصيات البارزة في الحياة الثقافية والأدبية في المجتمع العربي داخل البلاد خلال النصف الثاني من القرن العشرين. تميز بمساهمته في مجالات الشعر، النقد الأدبي، والترجمة، وكان له دور فعّال في تطوير المشهد الثقافي العربي المحلي.

تلقى قعوار تعليمه الأساسي والثانوي في مدينته الناصرة، ثم أكمل دراسته الأكاديمية في الأدب العربي واللغات في الجامعات المحلية. منذ سنواته الدراسية الأولى، أبدى اهتمامًا واسعًا بالأدب الكلاسيكي العربي والآداب العالمية، مما انعكس لاحقًا في نتاجه الأدبي، الذي تميّز بتوازن واضح بين الأصالة والاطلاع الواسع على الثقافات الأخرى.

أصدر جمال قعوار عدة دواوين شعرية، عالج فيها مواضيع متنوعة مثل الإنسان، الطبيعة، القيم الأخلاقية، وتجارب الحياة اليومية. امتاز شعره بالوضوح والشفافية، إذ استخدم لغة عربية سلسة ومباشرة، ما جعله قريبًا من القراء على اختلاف مستوياتهم الثقافية. كما كان حريصًا على المحافظة على البنية التقليدية للقصيدة العربية الكلاسيكية، مع محاولات خجولة في بعض الأحيان لاستكشاف أساليب تجديدية في التعبير.

بالإضافة إلى الشعر، كان قعوار ناشطًا في مجال الترجمة الأدبية. قام بترجمة العديد من النصوص الأدبية من العبرية إلى العربية والعكس، مما ساهم في مدّ الجسور الثقافية بين المجتمعات المختلفة. اتسمت ترجماته بالدقة والاهتمام بجماليات النص، وكان يؤمن أن الترجمة ليست مجرد نقل لغوي، بل هي عملية إبداعية تحافظ على روح العمل الأصلي. وقد أثرت هذه الترجمات في إثراء المكتبة العربية داخل البلاد بالنصوص العالمية والمترجمة.

عمل جمال قعوار أيضًا في سلك التدريس، حيث قام بتعليم اللغة العربية وآدابها في عدد من المدارس والمؤسسات التعليمية، وأسهم في إعداد أجيال جديدة من القراء والكتّاب. وكان له حضور دائم في المنتديات الثقافية والأمسيات الأدبية، حيث شارك بقراءات شعرية ومداخلات فكرية، مع تركيز خاص على أهمية الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز دورها الثقافي في الداخل.

نشر العديد من المقالات النقدية في الصحف والمجلات العربية المحلية، حيث تناول قضايا الأدب الحديث، وأهمية الأدب كأداة للتواصل وبناء الهوية الثقافية. تميزت مقالاته النقدية بالاعتدال والموضوعية، مبتعدًا عن الخطاب العاطفي، مما أكسبه احترام الأوساط الأدبية.

ظل جمال قعوار نشطًا في مجاله حتى سنواته الأخيرة، محافِظًا على حضوره الهادئ والمؤثر. توفي عام 2000، لكنه بقي حاضرًا في ذاكرة المشهد الثقافي العربي، باعتباره واحدًا من الأسماء التي ساهمت في بناء وتطوير الأدب العربي المحلي، سواء عبر كتاباته أو عبر نشاطه التربوي والثقافي.