مدينة حيفا: صور، خرائط، ملصقات وأخبار من الصحف الفلسطينية
حيفا، 1900، مركز أبحاث الفلكلور

مدينة حيفا

تعد مدينة حيفا واحدة من أهم المدن التي شكّلت الوجه الحضاري لثقافة البلاد، وهي من المدن المتنوعة على جميع الأصعدة وهذا التنوع جليّ في فنها المعماري وصحفها ومسارحها وتنوّعها الديني والإثني الذي أضاف لسحر المدينة وكذلك لعائلاتها العريقة. في مدينة حيفا، كان يصدر قبل عام الـ 1948 أهم الصحف الفلسطينية مثل صحيفة "الكرمل" و"اليرموك" و"النفير" والمجلة الساخرة "المهماز" وغيرهم الكثير. بالإضافة إلى ذلك، كانت حيفا وجهة الأدباء والمسرحيين والمطربين العرب؛ إذ لُقِّبت المطربة أم كلثوم بـ "كوكب الشرق" وهي تغني على إحدى مسارحها. بالإضافة إلى ذلك، فقد تحوّلت المدينة إلى مركز سكك القطار في فلسطين الانتدابية آن ذاك، وعند الحديث عن حيفا لن ننسى مينائها الدولي الذي توّسع في ظل فلسطين الإنتدابية وتحديداً في العام 1929 حيث زُوِّد بأهم الأجهزة الحديثة
في ذلك الوقت، وفي نفس العام دشّنت شركة بترول العراق مصفاة لتكرير النفط العراقي في مدينة حيفا وذلك لأجل تصديره للخارج، أما اليوم فهو يُعتبر من أهم موانئ إسرائيل.

العهد العثماني في حيفا
في بادئ الحكم العثماني، وتحديدًا في 1516 للميلاد، اعتبرت مدينة حيفا قرية صغيرة، حتى تم تكوين حيفا المدينة الحديثة على يد ظاهر العمر الزيداني منتصف القرن الثامن عشر كجزء من إمارته المستقلة في الجليل، وشهدت المدينة في هذه الفترة بناء بعض المعالم المعمارية مثل مسجد الاستقلال. لم يبدأ التطوير والنهوض في حيفا الحديثة حتى منتصف القرن التاسع عشر، بعد التقارب العثماني-الألماني حيث باتت وجهة للاستيطان الأجنبي. وفي بداية القرن العشرين، تم افتتاح خط السكة الحديدية وتم تطوير ميناء المدينة مما ساهم في
ربطها بالأردن ودمشق.

حيفا تحت الانتداب البريطاني
بعد الحرب العالمية الأولى، في العام 1918، خضعت فلسطين للانتداب البريطاني، واستنادًا إلى وعد بلفور، شجعت سلطات الانتداب الهجرة اليهودية للبلاد، كما سهّلت شراء الأراضي حيث تحوّلت حيفا من مدينة بغالبية عربية فلسطينية في القرن التاسع عشر إلى مدينة بغالبية يهودية خلال الانتداب البريطاني.
شهدت مدينة حيفا كغيرها من المدن التاريخية في البلاد، فترة نهضة سياسية، ثقافية واقتصادية، حيث برزت فيها طبقات ونخب فلسطينية كانت سبّاقة على الساحة المحلية والعربية، كما شهدت كذلك كثافة لم تشهدها باقي المدن العربية من مسارح، صالات أفلام، جمعيات أهلية ومدارس متقدمة، إذ كانت أهم المدن في

حيفا ما بعد الـ 1948
تغيّر شكل المدينة بعد حرب الـ 1948، بينما بقيت مدينة هامة جدًا ومن وجوه مدن البلاد الحضارية لتنوّعها الثقافي، الإثني والديني وكذلك السياسي الذي ما زال حتى يومنا هذا، للمزيد حول مدينة حيفا، تتبعوا معارض بوابتنا المعرفية الغنية بالمواد الأولية الرقمية من صور، ملصقات، خرائط، وأخبار من الصحافة الفلسطينية.