البدو وحياة البداوة: معارض رقمية لصور وتسجيلات إثنية وأخبار
نساء بدويات في سوق البدو، 1985، أرشيف دان هداني، المكتبة الوطنية.

البدو وحياة البداوة

يعتبر البدو في البلاد من الأقلية العربية المتمركزة بغالبيتها في منطقة صحراء النقب، وتعود تسمية البدو بهذا الاسم نسبة إلى كلمة (بادية) والتي تعني منطقة الصحراء. ويقدّم البدو أنفسهم على أنهم العرب الأوائل أو (العرب الأصلانيون) الذين حافظوا على عرقهم وحضارتهم وكذلك لغتهم؛ إذ يتحدثون بأكثر من لهجة ولكن بنقاء في مخارج الأصوات؛ فهم يُعتبرون أكثر من حافظ على اللغة العربية بفصيحتها ولهجاتها.

في أواخر القرن التاسع عشر، سعى العثمانيون إلى تنظيم حياة البدو في منطقة النقب وبفرض القوانين كما فُرضت على المدن الأخرى، مما دفع بأعداد كبيرة من قبائل البدو إلى تغيير نمط حياة البداوة إلى حياة شبه بدوية. في بداية الحرب العالمية الأولى، شارك بدو النقب في الحرب في صفوف العثمانيين ضد البريطانيين. قبل قيام الدولة، قُدّر عدد البدو في البلاد بنحو 110 ألف نسمة، وبعد الحرب، ارتحل معظمهم إلى سيناء، السعودية، الأردن ومناطق أخرى مجاورة، فيما تبّقى حوالي 11 ألف بدوي تم إسكان أغلبهم في قضاء بئر السبع (شمال صحراء النقب). يوجد في النقب قُرابة 250 ألف نسمة تقطن في مدن معترف بها مثل رهط، اللقية، كسيفة، حورة، تل السبع، عرعرة النقب، شقيب السلام وغيرها، بينما يقدّر عدد سكان أفراد القرى البدوية الغير معترف بها ما يقارب 120 ألف نسمة.

يوجد في المكتبة العديد من المواد الرقمية والغير رقمية التي وثقت حياة البداوة في النقب وشبه جزيرة سيناء، وقد تم توثيق المواد بكافة الأشكال من صور فوتوغرافية، تسجيلات إثنية لحياة البدو الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية وحتى السياسية منها. تقدم وتشرح هذه المواد جانب من حياة البداوة التي تختلف عن حياة القرية والمدينة وقد أُرشِفت للحفاظ على إرث هام في تاريخ وحضارة البلاد. أما في بوابة المحتوى هذه، يوجد مصادر رقمية ضخمة تناولت حياة البداوة في البلاد والنقب من القرن التاسع عشر والقرن العشرين، صور من بدو النقب، بدو سيناء، سوق البدو السنوي في مدينة بئر السبع، وتسجيلات إثنية مميزة لشعر البدو وعادتهم وتقاليدهم وقبائلهم في عقود مختلفة، بالإضافة إلى معرض من الصحف الفلسطينية حول التحديات التي واجهها البدو في فلسطين العثمانية والانتدابية والآن.