فلسطين الانتدابية: معارض رقمية
يد يتسحاك بن تسفي

فلسطين الانتدابية

كان الانتداب البريطاني على البلاد تأكيدًا للصلاحية التي حصلت عليها بريطانيا من عصبة الأمم، والتي منحتها السّلطة لإدارة أراضي البلاد بعد الحرب العالميّة الأولى. وفقًا لهذه الصلاحيّة، حكمت بريطانيا البلاد لمدة 30 عام تقريبًا.

بدأ تطبيق الانتداب البريطاني عام 1917 باحتلال القدس بالإضافة إلى مناطق واسعة من أراضي الدولة العثمانية التي حكمت المنطقة لأربعة قرون تقريبًا. وفي أيلول عام 1922 صادقت عصبة الأمم على الانتداب باصدار ما عرف بصكّ الانتداب على فلسطين. وهي الوثيقة الدوليّة التي حمّلت الحكومة الانتدابيّة مسؤولية تنفيذ وعد بلفور الذي اصدرته دولة بريطانيا عام 1917، والذي تعهّدت به على إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين بدون المس بحقوق الآخرين من سكّانها. انتهى عهد الانتداب البريطاني في 14 ايّار من عام 1948، وهو اليوم الذي اعلن فيه قيام واستقلال دولة إسرائيل.

في فترة الانتداب البريطاني وضعت الأساسات الّتي قامت عليها دولة اسرائيل وتكوّن المجتمع اليهودي القومي الحديث. عمل الانتداب البريطاني على معالجة الضّرر الّذي وقع في البلاد بسبب الحرب العالميّة الأولى، وخلق كيانًا سياسيًا وإداريًا واقتصاديًا سمح بإقامة الدّولة الاسرائيليّة.

خلال فترة الانتداب البريطاني ازدهرت الحداثة: بنيت وأصلحت الطرقات والشوارع وسكك الحديد والموانئ، وخدمات المياه والكهرباء والبريد والهاتف، وتطوّرت عدّة مجالات من بينها الزّراعة والصّناعة والمصارف والتّجارة، بالإضافة إلى خدمات جماهيريّة مثل التّربيّة والطّب.

أقام الانتداب البريطاني في البلاد نظامًا قضائيًّا مكوّنًا من ثلاثة هيئات قضائيّة دمجت مع النظام القضائي الاسرائيلي الناشيء لاحقًا، كما تبنّى القضاء الاسرائيلي بعد المبادئ من القانون الانتدابي. كما تم مسح الأراضي وتسجيلها ووضع سياسة التخطيط والبناء التي ما زالت أساساتها مستخدمة إلى اليوم. في تلك الفترة أقيمت عشرات البلدات اليهوديّة الجديدة، واتسعت الأحياء اليهوديّة في القدس. خلال مجمل فترة الانتداب البريطاني، ازداد عدد السكان اليهود في البلاد من 60 الف الى 600 الف، وازداد عدد مجمل سكّان البلاد من 600 الف إلى 1.8 مليون نسمة.

تعتبر فترة الانتداب البريطاني فترة تكوينيّة ومفصليّة، وهي من أشدّ الفترات تأثيرًا على مصير كل من الشّعبين اليهودي والفلسطيني في البلاد. طوال هذه الفترة، انقسم اليهود وكذلك الفلسطينيّون حول مواقفهم تجاه الانتداب البريطاني، واندلعت خلال هذه الفترة العديد من المشاحنات امام حكومة وقوات الانتداب البريطاني، كما وظهرت بوادر الصّراع الإسرائيلي الفلسطيني، بها في كل من أحداث 1921 وأحداث عام  1936 وكذلك احتجاجات اليهود المتكررّة على سياسات الكتاب الأبيض التي كانت تحد شيئًا فشيئًا من وصول اللاجئين اليهود والهاربين من المحرقة النّازيّة. وكانت سياسات الانتداب البريطاني تتغيّر طوال الوقت تماشيًا مع الاحداث المحلّية والعالميّة من جهة أخرى، وهو ما كان يثير المزيد من الاضطرابات الداخليّة.

حُفظت في المكتبة الوطنيّة مواد لا حصر لا عن هذه الفترة الانتقاليّة والمعقّدة من الانتداب البريطاني على البلاد. منها خرائط تاريخيّة غاية في الأهمّية رسمت لغايات إداريّة وتوثيقيّة في فترة الانتداب، صور تخلّد لحظات من أحداث تاريخيّة هامّة ومفصليّة بالإضافة إلى الحياة اليوميّة، مقابلات صوتيّة مسجّلة، ملصقات ومواد بصريّة وصحافة تاريخيّة والمزيد. تجدون جزء منها في هذه البوابة المعرفيّة.

 

مقالات رأي وأخبار من الصحف الفلسطينيّة التاريخية

إليكم بعض مقالات الرّاي والأخبار الّتي وردت في الصّحف الفلسطينيّة في أرشيف جرايد والتي تناولت موضوع الانتداب البريطاني برمته وعبرت عن قبوله أو الأمل بالتغيير من خلاله أو رفضه لاحقًا. تشكّل المادّة الصّحافية الغزيرة التي خلفتها فترة الانتداب البريطانيّ في الصحافة اليهودية والفلسطينية على حد سواء كنز تاريخي للدراسة وللاطلاع على الحياة اليوميّة لتلك الحقبة التي شهدت الصحافة بها ازدهارًا.