أبو الريحان البيروني: التفهيم لصناعة أوائل التنجيم
أيام أرباع السنة وطلوع وغروب منازل القمر الـ28، 1750، مجموعة يهودا، المكتبة الوطنية

أبو الريحان البيروني

أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، وُلد في يوم 2 ذو الحجة 362 هـ. كان عالمًا مسلمًا متعدد المواهب، باحثًا ومستكشفًا وفيلسوفًا وفلكيًا وجغرافيًا وجيولوجيًا ورياضيًا وصيدلانيًا ومؤرخًا ومترجمًا. قضى البيروني معظم حياته في غزنة، التي أصبحت عاصمة إمبراطورية غزنويان، والتي تَقع حاليًا في شرق أفغانستان. وُصِفَ بأنه من بين أَعظم العقول التي عرفتها الثقافة الإسلامية، وتألق بعمله حول علم التنجيم في كتابه "التفهيم لأوائل صناعة التنجيم"، كما كتب أكثر من 120 كتابًا يغطي مواضيع متنوعة.

دَرَسَ البيروني تقريبًا جَميع مَجالات العُلوم، ودُعِمَت جُهوده بالتقدير والدّعم من البلاط الملكي وأفراد نافذين في المجتمع حثوه على مواصلة البحث العلمي والدراسة. عاش البيروني خلال العصر الذهبي للإسلام، حيث تجاور البحث العلمي منهجية وتفكير الدين الإسلامي. وإلى جانب هذا التأثير، تأثر البيروني أيضًا بالحضارات الأخرى، مثل الإغريق الذين انبهر بهم أثناء دراسته للفلسفة. كما كان مُلمًا باللغات الخوارزمية والفارسية والعربية والإغريقية والسنسكريتية والعبرية التراثية والسريانية.

وكونه عالمًا في الرياضيات والفيزياء، كان للبيروني أيضًا اهتمامات في مجال الصيدلة والكتابة الموسوعية والفلك والتاريخ. درس الرياضيات تحت إشراف العالم منصور بن عراق وتقاطعت طريقه مع الفلاسفة مثل ابن سينا وابن مسكويه (932 - 1030م) في مدينة الري، التي تقع في طهران الحالية.

وبينما كانت معظم أعمال البيروني مكتوبة باللغة العربية، فإن النسخة الفارسية من كتابه "التفهيم لأوائل صناعة التنجيم" تعتبر من أوائل الأعمال العلمية الهامّة المُسَجّلة باللغة الفارسية. وأصبح فيما بعد مصدرًا للمفردات والمصطلحات اللغوية الفارسية. يتميز هذا الكتاب بعرضه التفصيلي والماهر لمبادئ العلوم.

تُوّفر المكتبة الوطنية مخطوطة مفصلة لكتاب "التَّفهيم لأوائل صِناعة التَّنجيم" ومخطوطة أخرى عن منازل القمر الثمانية والعشرون.