مدينة يافا قديمًا وحديثأ: صور، خرائط، ملصقات وأخبار تاريخية رقمية
مشهد على ميناء يافا، 1988، أرشيف دان هداني، المكتبة الوطنية

يافا القديمة

تعد مدينة يافا القديمة من أقدم المدن في فلسطين التاريخية حيث تعود فترة بنائها لأيام الكنعانيين، وقد تسابقت الأمم التي توالت على هذه المدينة بالاهتمام بها وإبرازها وذلك لأهمية موقعها جغرافياً. تعتبر مدينة يافا من المدن الساحلية المميزة التي لها طابعها الخاص وذلك لتنوّعها الحضاري والثقافي وكذلك الديني. هذا التميّز والتنوّع جعل العالم ينبهر بها حتى لقبّت بـ "عروس البحر". علاوةً على ذلك، تعد مدينة يافا مدينة الفن والمسرح؛ إذ أنّ عباقرة الفن مثل أم كلثوم، فريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، قدموا إليها في فترة الثلاثينيّات وغنوا على مسارحها. أما على المستوى الصحفي فكانت من أبرز المدن الفلسطينية التي ضمت صحف عربية لا فلسطينية فقط كصحيفة "الدفاع"، و"فلسطين"، "الصراط"، و"الجامعة الإسلامية."

التاريخ القديم
يعود تاريخ مدينة يافا للكنعانين الذين أسّسوها قبل 4000 عام، وقد شكّلت حينها نقطة جغرافية مركزية وهامة، تجذب العديد من سكان الساحل والمدن المجاورة، وقد ارتبطت بالمدينة مع الحضارة اليونانية، فيما خضعت لحكم الفراعنة، الآشوريين، الرومان والبيزنطيين، وفي الأثر الديني اليهودي والمسيحي، نزل فيها النبي يونس. دخلت تحت الحكم الإسلامي بعدما فتحها عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واستمرت ذي أهمية تجارية، إذ كانت تقع على مفترق طرق بين القارات الثلاث آسيا، إفريقيا وأوروبا، حتى أواخر الفترة العثمانية. 

مدينة يافا في التاريخ الحديث
في القرن الثامن عشر، احتلّ نابليون بونابرت المدينة وحاصرها لمدة أربعة أيام، واندلعت معركة "أبو قير" وقد كانت تعزيزات القوات الفرنسية ضخمة، مما جعل حاكم يافا عبد الله بك (تحت ولاية أحمد باشا الجزار) أن يستسلم ويوقع اتفاقية تنص على الحفاظ على أرواح عامة الناس والجنود. بعد الاستسلام، وكعادة جبابرة الاستعمار الغربي، نقض بونابرت العهد؛ إذ قام الجنود الفرنسيين بمجزرة في المدينة من قتل للناس واغتصاب للنساء وانتهت بإعدام الوالي عبد الله بك. 

يافا ما بعد الحرب العالمية الأولى
في تلك الفترة، ازدهرت المدينة ثقافيًّا إذ صدر فيها ما يقارب الـ 20 صحيفة عربية وفلسطينية مثل: فلسطين، الدفاع، الصراط، الجامعة الإسلامية، الشعب، العهد الجديد، الفجر وغيرهم. بالإضافة إلى الصحافة، كانت مدينة يافا تعجّ بدور السينما والمسارح ومن أبرزها مسرح وسينما الحمراء، وكذلك بعض المقاهي التي عرضت في داخلها بعض الحفلات الموسيقية. وقد وثّقت مجلة الفجر النشاطات الثقافية في مدينة يافا في منتصف الثلاثينيّات بين ثورة البراق والثورة الفلسطينية الكبرى، أي في ذروة تشكّلات الهوية الفلسطينية وعلى وقع التحوّلات الجذرية التي باتت تعيشها، تحت مسمّى أسابيع الثقافة في يافا. 

يافا اليوم
ساهمت الأحداث التاريخية الواقعة في البلاد مثل الحرب العالمية الأولى، الحرب العالمية الثانية، قرار تقسيم فلسطين، إضراب العام 1936، الثورة الكبرى، وحرب عام 1948 في بلورة تاريخ المدينة وتغيير شكلها الحضاري والمعماري وحتى الديموغرافي. في عام 1949، تم توحيد مدينتي يافا وتل أبيب من الناحية الإدارية، تحت اسم البلدية المشترك "بلدية تل أبيب - يافا"، ومنذ ذلك الحين، أصبحت مدينة تل أبيب هي المدينة الرئيسية بدلًا من يافا. في العام 1965، تم ترميم البلدة القديمة في يافا وأصبحت مزارًا للسياح ومقرًّا للفنانين. اليوم، تشكل مدينة يافا أربع ضواحٍ من مدينة تل أبيب، تتكون من أكثر من 10 أحياء، ومن أهم الأحياء العربية هناك: حي العجمي، المنشية، إرشيد، النزهة، والجبلية. 

تسعى المكتبة الوطنية لإظهار المواد الرقمية المتعلقة بمدينة يافا من صور من القرن التاسع عشر والقرن العشرين متوفرة في مجموعات صور المكتبة، ملصقات رقمية، خرائط من مجموعة خرائط المكتبة وضمن خرائط مسح فلسطين كذلك، وصحف من أرشيف جرايد للصحف العربية في فلسطين العثمانية والانتدابية في مراحل زمنية مختلفة ومتنوعة، نعرض لكم بعضها في هذه البوابة المعرفية، وللمزيد حول مدينة يافا، اضغطوا على هذا الرابط، أو على شريط البحث في أعلى الصفحة.



مقالات مختارة من "جرايد"

 ثمان مقالات مختارة من موقع "جرايد" عن مدينة يافا إبّان الحكم العثماني والإنتداب البريطاني. تجدون الآلاف من هذه المقالات والإعلانات عن يافا في هذا الرابط.