يوم الأرض الفلسطيني في الصور والصحف الفلسطينية والإسرائيلية
مسيرة إحياء ذكرى يوم الأرض في سخنين، 1988، أرشيف دان هداني، المكتبة الوطنية.

يوم الأرض

في الثلاثين من آذار عام 1976، انطلقت مسيرات عامة جابت القرى العربية في الجليل والمثلث؛ مثل: عرابة، سخنين، دير حنّا، كفر كنا، الطيبة، الرامة، نحف، الناصرة، ومجد الكروم وغيرها. خلال المظاهرات، اندلعت مناوشات مع قوى الأمن، وكان أول ضحية في ذلك اليوم من بلدة عرّابة ومن ثم توالى سقوط الضحايا، مما أدّى برؤساء المجالس المحلية إلى رفع مذكرة إلى حكومة إسحق رابين (رئيس الحكومة آنذاك) مطالبين بالعدل والمساواة وذلك بإنشاء لجنة تحقيق في أحداث يوم الأرض.

لم تكن الدعوة للمسيرات قد أتت من فراغ، بل القرار الذي صدر في صيف 1975 والذي نصّ على مصادرة ما يقرب الـ 20 ألف دونماً من أراضي منطقة رقم 9 التابعة لبلدة عرابة، سخنين ودير حنا وذلك لصالح مشروع (تطوير الجليل). فكان لزامًا وتعقيباً على هذا القرار، أٌقيم في مدينة حيفا اجتماعاً - وتحديداً في تموز 1975 - من قبل مبادرين ورؤساء مجالس ومحاميين وصحافيين، حيث تقرّر حينها إقامة اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي. فيما أُجريت ثلاثة اجتماعات في مدينة الناصرة بقيادة توفيق زيّاد وتوالت الاجتماعات إلى أن تم إعلان الإضراب العام في الثلاثين من آذار من عام 1976.

حين أُعلن عن الإضراب العام، أفادت بعض المصادر أنّ الإتحاد العام لنقابات العمال "الهستدروت" قد طالب العمال العرب بعدم الإضراب وأوضح أنه لن يقف إلى جانبهم في حال اتخذ أصحاب العمل إجراءات ضدهم. فيما أعلنت بعض المؤسسات الاقتصادية الإسرائيلية عن نيتها بفصل العمال العرب الذين سيتغيبون عن العمل بدون دفع تعويضات. وقد أصدر مدير عام خدمات إسرائيل بيانًا يطالب بعدم إعطاء إجازات لهؤلاء العمال. لم يقف الحال عند المؤسسات والجهات الاقتصادية، بل قامت وزارة التربية والتعليم بإصدار مذكرة لمدراء المدارس العربية تطالبهم بعدم الانجرار وراء الإضراب. وحذّر حينها وزير الداخلية المجالس المحلية من الاشتراك في الإضراب وطالبها بعدم دفع رواتب المتغيبين عن العمل في هذا اليوم. 

كل هذه القرارات لم تثنِ المواطنين العرب في البلاد من المطالبة بحقوقهم، بل لاحقاً ومع توالي السنوات، أُعلن عن يوم الثلاثين من آذار يوماً هاماً في الذاكرة العربية والفلسطينية بالبلاد كافة، فيما انضمت وساهمت جهات من المجتمع اليهودي بمؤازرة المواطنين العرب في المطالبة بحقوقهم وذلك تحت راية النضال المشترك (العربي واليهودي) لمواجهة سياسات الحكومية تجاه المواطنين العرب في البلاد. وأصبح جزءاً أصيلاً في الأدب الفلسطيني، حتى قال محمود درويش: "هنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون".

تسعى المكتبة الوطنية لإتاحة المواد المرتبطة بأحداث يوم الأرض؛ حيث العديد من المواد الرقمية الحصريّة لصور المسيرات في سنوات مختلفة، وكذلك بعض الصور والملصقات الخاصة بالنضال المشترك للعرب واليهود، وأخبار من أرشيفي الصحف العربية (وتحديداً صحيفة الاتحاد) والإسرائيلية وكيف تعاملت وجهات النظر المختلفة مع هذا اليوم. فيما تجدون في آخر البوابة المصادر التي استندنا إليها في هذا النص والمواد الرقمية الواردة. وللمزيد حول المعلومات والأحداث في يوم الأرض،  اقرأوا مقالة "عرب إسرائيل يتفلسطنون" - نظرة الصحافة الإسرائيلية إلى ذكرى يوم الأرض في مدونة المكتبة. 

المصادر والمراجع

- كتاب (يوم الأرض: يوم وحدة النضال الفلسطيني)، منظمة التحرير الفلسطينية، مركز التخطيط.

- كتاب (يوم الأرض: المسيرة التاريخية للشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه ووطنه)، جوني منصور. 

- أرشيف صور دان هداني من مؤسسته "وكالة صور وصحافة إسرائيل" - IPPA

- أرشيف الصحف الفلسطينية Jrayed

- أرشيف الصحف الإسرائيلية - Jpress